في كل بيت وشارع وزقاق يتملك زائري مدينة كفرنبل شعور بالحرية وروح الثورة وتأتيك نسائم من الهواء تحرك فيك مشاعر العزة والفخار فهي من أول المدن في الشمال السوري التي تحدت النظام وأجهزته الأمنية القمعية وخرجت بصوت واحد “الشعب يريد إسقاط النظام”.
بدأ أهالي مدينة كفرنبل بالخروج في أولى مظاهراتهم نصرة لأطفال درعا وذلك في الأول من نيسان من عام 2011 في جمعة أطلقوا عليها اسم جمعة الشهداء وتوالى المتظاهرون بالهتاف ضد نظام الأسد الذي حاول وأد كل منطقة أو مدينة تثور ضد حكمه في سوريا لكن أهالي المدينة كسروا حاجز الخوف من القبضة الحديدية للنظام وذلك منذ عام 1980 عندما قام أحد رجالها المدعو أحمد الدامور بمحاولة اغتيال لحافظ الأسد والد بشار أمام قصر الضيافة بمدينة دمشق.
تميزت مدينة كفرنبل وأهلها بخروجهم بالمظاهرات واللافتات التي وصلت إلى كل أصقاع الأرض ولا سيما أنها كتبت باللغة الإنكليزية منذ بداية الثورة لتشكل لون آخر من ألوان الثورة ضد نظام الأسد .
النظام يعلم جيدا من هم أهالي كفرنبل فنادرا ما نجد ضباطا منهم في قوات النظام وذلك لأنهم يرتبطون بشكل أو بآخر بحزب الإخوان المسلمين التي حاربها حافظ الأسد وقتل المدنيين عام 1980 بحجة الإخوان المسلمين مما جعل حياة الكثيرين في خطر خوفا من الاعتقال فيما سجن وأعدم العديد من أهالي المدينة بتهمة الانتماء للإخوان.
بعد بدء المظاهرات في المدينة وفي منتصف نيسان من العام 2011 نفذت قوات الأمن التابعة للنظام حملة مداهمة للمدينة اعتقل خلالها العديد من الشباب ثم انسحبت من المدينة لتعود التظاهرات بشكل أكبر وأوسع لكن النظام عاد في تموز وحرق عددا من المنازل والمحال التجارية.
في آب عام 2012 أصبحت المدينة حرة خالية من مقرات النظام الأمنية والعسكرية لتبدأ طائراته الحربية بقصف المدينة والتي تسببت بمجزرة راح ضحيتها 25 مدنيا والعديد من الجرحى.
وبهمة أبطالها وأبطال القرى والبلدات المجاورة الذين تمكنوا من تحرير مدينتهم من قوات النظام وذلك في العاشر من آب عام 2012 ليتمكن الثوار من تدمير دبابات النظام وقتل العشرات من قواته بعد أن عرض الثوار عليهم تسليم سلاحهم الثقيل.
ستبقى مزرعة النبلاء قلعة عصية جنوب محافظة إدلب في وجه النظام ومنارة في درب المتعثرين من أبناء الوطن وراية لكل سوري يهوى الحرية و الكرامة.
مجلة الحدث_ خاطر محمود