ولو للحظة –علي الأقل- يرى دونالد ترامب ضرورة النظر بجدية في اختيار الجنرال المتقاعد ” مايكل فلين ” كرئيس لوكالة استخبارات الدفاع DIA والذي تنبأ بأن تدخل أوباما في الشان السوري من شأنه أن يولد وحشاً ارهابيا كـ” داعش”، وفي الوقت نفسه يقال إن هيلاري كلينتون تقوم باختيار الأدميرال المتقاعد جيمس ستافريديس، والمتملق السابق رامسفيلد الذي ساعد على تدمير ليبيا ويعتقد انها ستكون فكرة لطيفة للاشتباك مع تنظيم القاعدة في سوريا.
وستافريديس هو حاليا عميد كلية “فليتشر” للقانون والدبلوماسية في جامعة تافتس ولذلك قد لا يكون أفضل خيار. !
وسجل ستافريديس العسكري “يسلك كل الدلائل على كونه حاشية بارع، وقدرته علي التفاوض بمهارة في الشعاب المرجانية والمياه الضحلة للسياسة (في أحلك الظروف) ! كما أن نجمه قد لمع أسرع حتى من ديفيد بترايوس. ويأتي سر سرعته في التقدم في عام 2004 عندما تم اختياره من قبل البغيضة “لاري دي ريتا” الناطقة باسم رامسفيلد، كمساعد عسكري كبير لوزيرة الخارجية. في هذه العملية وثب كالضفدعة من رتبته السابقة “نجمة واحدة” أميرال إلى ثلاث نجوم مباشرة -وتعتبر قفزة غير مسبوقة في تاريخه.
وقد شغل هذا المنصب بقوة، وأشرف –ستافريديس- علي الجدول الزمني، والسفر، والأهم، سيطر على تدفق المعلومات التي تصل إلى مكتب رامسفيلد. وخلال ابتهاجهم واحتفالهم بتكريمه لمواقفه النبيلة، أصر ستافريديس على توفير سيارة خاصة لنفسه في مواكب السيارات، في حين أن صغار الضباط، منهم من قال انه استعان بهم للتسوق له ! وقد ترنحت السيارة تحت وطأة حقائبه عند السفر
وفي مذكراته اللاذعة ” بدون كلمات”، يتذكر خطاب الكاتب السابق ماثيو لاتيمر وتملقه الدؤوب لستافريديس، وتقدم بمتملقة تبادل الانخاب إلى الوزير في العشاء في احدى الرحلات الخارجية ويشغل نفسه بهذه المهام المتواضعة ولكنها في الوقت نفسه تقوم بتعزيز مهنتة مثل التغلب على صرير يصدر من كرسي سيده في مكتبه. وتقارير لاتيمر “السياسي المثير للدهشة كرجل عسكري” ساعدات الكتاب في نحت الجمل للدفاع عن الوزير من الهجمات السياسية – وكانت كلمته المفضلة “رائع” – واتخاذ مسؤولية مشروع لتعزيز إنجازات رامسفيلد
كما كتب أيضا “رزمة” من الانبطاح و الملاحظات على الرجل نفسه. وللترويج لصورته كـ “محارب-عالم”، كتب بطلاقة في مذكراته انه دلف الى الحكمة في عالم الثقافة الوضيع للدفاع عن المثقفين في واشنطن.
وهكذا في عام 2005 أطلق بحثه “تفكيك الحرب”،والذي افتتح مع اقتراح سخيف أن “الحرب آخذه في التغير، ولكن ليس للأفضل” وبدا في السقوط من هنا
في عام 2006، ومع العمل الجاد في إصلاح الكرسي وسرد الملاحظات ففد آتى أكله عندما تم ترشيحه من قبل رئيس العمل لرئاسة القيادة الجنوبية، والمرزبانة العسكرية المسيطرة على أمريكا الوسطى والجنوبية، ناهيك عن غوانتانامو،وقد حصل علي هذا جنبا إلى جنب مع حصوله على النجمة الرابعة. وكان هذا واضحا في الوظائف التي قد قام باصطيادها . وقد لاحظ عليه زملائه الاستماع إلى اشرطة باللغة الاسبانية قبل بضعة أشهر من الاعلان. “وهذا ما دفع البعض منا أن يتساءلكم من الوقت قد نستغرق لتعلم كيف نكون “رائعين؟”
وقد احدث أوباما تغييرا، ولكنه كان فقط الأفضل ل “ستاف” الذي تودد لفريق killchain2incoming و”ساكير” القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا، ومع استكمال االفريق كان يليق برتبة الإمبراطورية في Chateau Gendebien، وقد تم تخصيص 23 فدانا للحدائق وعلى مقربة من مقر حلف شمال الاطلسي في مونس ببلجيكا. وقد عرضت عليه وظيفة اكراميات أبعد من تلك التي كان يتمتع بها أيام تواضعه عند قدمي رامسفيلد، لدرجة أن استخدام ستافريديس كان “المعتاد من الطائرات الرسمية وملحقاتها الأخرى للاستخدام الخاص به وأسرته ” مما آل به في نهاية المطاف الى تحقيق رسمي ، وقد برأ تماما من أي لوم أو عقاب كما هي العادة في مثل هذه التحقيقات مع كبار الضباط !.
وفي هذه الاثناء، ولسوء حظ شعب ليبيا، أعطيت له الفرصة لتلميع جزء “محارب” من التسمية المفضلة له. عندما اجبرت هيلاري كلينتون أوباما على الموافقة على مهاجمة ليبيا، كان ستافريديس مسؤول عن نقطة، والإشراف على نشر القوة الجوية للناتو. وأعرب في وقت لاحق، انه يتفاخر بالشؤون الخارجية ،و أشاد بعملية حلف شمال الاطلسي في ليبيا كنموذج للتدخل. فقد استجاب الحلف بسرعة إلى الوضع المتدهور الذي يهدد مئات الآلاف من المدنيين المنتفضين ضد نظام قمعي. ونجح في حماية هؤلاء المدنيين “. وفي الواقع يشير سجله بوضوح إلى أنه على الرغم من بعض التصريحات المنمقة، لم يقم القذافي بأي محاولة لذبح المدنيين ، على الرغم من أنه لم تستخدم القوة العسكرية ضد التمرد المسلح بدعم حلف شمال الاطلسي. ومع ذلك تركت تلك العملية إرثا قاتلا بالنسبة للديمقراطيين بشأن فعالية التدخل، و على الرغم من تتابع الاحداث في ليبيا فيمكن التنبؤ بما سيحدث لاحقا كحقل من الدماء وتصاعد وتيرة الجهاد في تلك الدولة .
وبعد تقاعده من الجيش في عام 2013، تقلد ستافريديس منصب عمادة كلية فليتشر، وهي منصة مثالية للتأملات الثقيلة للمواضيع العصرية مثل “القوة الذكية” والتي عرفها بأنها تجمع بين “القوة الصلبة” و “القوة الناعمة”. ومن بين اتصالاته الحالية والسابقة هو رئاسته للمجلس الاستشاري الدولي للمقاولين والدفاع ، والذي لا يمكن العثور فيه الاعلى خطأ قليل مع متحمسي غوغائية الأدميرال “الرائعة” للحرب الباردة الجديدة.
من أوكرانيا إلى سوريا، “ستاف” هو في الخطوط الأمامية، يتحدث بقوة، وحث علي التصعيد ضد روسيا.وقد أعلن في عام 2015 انه يجب أن يكون الأوكرانيين “المساعدة القاتلة” للولايات المتحدة، ، وعندما سؤل عما اذا كان ذلك قد لا يؤدي بالروس للتصعيد في المقابل، اعترف بكل سرور، “عند تحرير الذخائر، كل شيء يتغير.”
ولكن ها هي الحرب السورية التي أشعلت أكثر الغرائزحماسة في الدفاع عن النفس-المحارب العالم -، وهو مؤشرلا تحمد عقباه حيث تهب الرياح باتجاه مجموعة الأمن القومي، لذا فهو حريص علي أن يثبت أنه متمسك بقوة بهذا النهج فعلا في العلن
وما يقوله الآخرون مجرد نفخة فقط في القطاع الخاص: بحيال سيطرة روسيا على السيادة السورية،قال انه موافق على التحالف مع “آل النصرة” كما يسمي تنظيم القاعدة نفسه في سوريا. واضاف “انه من غير المرجح أننا ذاهبون للعمل جنبا إلى جنب مع كوادر من النصرة، ولكن إذا كان حلفائنا يعملون معهم، فهنا يمكن ان يكون مقبولا”.
وفي تصريح له مع قال ياروسلاف تروفيموف من صحيفة وول ستريت جورنال في يونيو من العام الماضي قال. “أنا لا أعتقد أن هؤلاء هم موقفي العرض في الولايات المتحدة من حيث التفاعل مع هذا التحالف.” هذا هو الإفلاس الفكري لحملة كلينتون على الأمن الوطني ويعتبرهذا وقت خدمة خطير ينبغي أن نؤشر فيه بجدية على التذكرة!
كاونتربانش – التقرير