(د ب أ): أكد صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، أن أكراد سوريا لا يتطلعون إلى إقامة منطقة مستقلة لهم، وإنما إلى أن تصبح سوريا دولة فيدرالية ديمقراطية ينعم جميع مواطنوها بحقوق متساوية، واعتبر أن اتفاقيات خفض التصعيد مجرد “عملية لتوزيع الأدوار تجري ضد إرادة السوريين”.
وشدد على أن انتصارات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لم يحققها الأكراد وحدهم، وأن أي حديث عن استغلال توسع نفوذ القوات لإقامة منطقة كردية مستقلة في سوريا إنما “يعكس أفكاراً متعجلة ومسبقة لا أساس لها في الواقع″.
وقال :”لا نحلم بكردستان سورية ولا نحلم بمنطقة كردية مستقلة … المكون الكردي لم يكن بمفرده في (قسد) حين حققت الانتصارات وحررت أراض واسعة جعلتها ثاني أكبر قوة في البلاد، وإنما كانت معه مكونات أخرى من العرب والسريان والتركمان … مشروعنا هو أن تكون سوريا دولة فيدرالية ديمقراطية موحدة بنظام جديد وقوانين جديدة تضمن حقوقاً متساوية لجميع مواطنيها”.
وحول السبب وراء التعجل لإقرار قانونين للانتخابات والتقسيم الإداري في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، قال :”لا يمكن الانتظار ورهن كل شيء حتى يكون هناك حل سوري شامل، لا نعرف في الواقع موعداً لتحققه … المناطق المحررة يجب أن يكون لها نظام أساسي لتسيير أمورها، وبالتالي تم إقرار القانونين، هذا كل شيء، ولكن هناك من يرغب بخلط الأوراق”.
ووصف مسلم اتفاقيات التهدئة في ما يعرف بمناطق خفض التصعيد بكونها “عملية توزيع للأدوار تمت ضد إرادة السوريين”، رافضاً الزعم بأنها نجحت فعليا في إنهاء القتال ببعض المناطق بين قوات النظام ومسلحي المعارضة.
وقال :”الشعب لم يجلس ولم يفاوض أحداً، وما تم من اتفاقيات جاء تحت تأثير القوى الخارجية، وهذا ما أعنيه بأن هذه الاتفاقيات ضد إرادة السوريين … كما أن الصراع لم ينته، وإنما انتقل من مناطق لمناطق أخرى”.
وحول ما إذا كان لمقاطعة قطر تأثير على بعض الجماعات داخل سوريا، أجاب مسلم :”نعم هناك فصائل جهادية تأثرت بعدما قطعت قطر عنها صنبور التمويل نتيجة تركز الأعين عليها، ومن المعروف أن هناك فصائل أغلب تمويلها من قطر وتركيا … أكثر المتضررين هي النصرة وأحرار الشام وغيرهما من الفصائل المتطرفة”.
ولم يستبعد أن يكون تقدم قوات النظام بريف الرقة الجنوبي، دون عرقلة من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وراءه اتفاق غير معلن بين أطراف معنية بالصراع السوري على أولوية محاربة تنظيم “الدولة الاسلامية”(داعش).
ولم يبد قلقاً تجاه ما يطرحه البعض من أن قوات النظام، قد أصبحت منافساً قوياً لقوات سوريا الديمقراطية في معركة تحرير الرقة خاصة بعد نجاحها في السيطرة على مواقع استراتيجية وحقول نفطية، وقال :”بالأساس، نحن لم نتفق مع أي طرف على شيء معين سوى محاربة داعش … ومن يحاربون داعش غيرنا يتقدمون على حسابه لا حسابنا”.
وأوضح أن “هذا لا يعني وجود أي اتفاق أو تنسيق بيننا وبين النظام … فقط أقول إنه لا توجد حالياً مشاكل أو احتكاكات بيننا وبينهم … هدفنا هو القضاء على داعش، وبالنهاية لدينا قوات دفاعية، وسندافع عن أنفسنا إذا ما اعتدت أي جهة علينا … ومن قَبل حاول النظام الاعتداء على بعض المناطق التي قمنا بتحريرها، وحدثت اشتباكات بالفعل وتم إسقاط طائرة تابعة له على يد قوات التحالف … الآن كل طرف يتقدم حسبما يستطيع دون تنسيق”.
وشدد مسلم على أن القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة حالياً هي قواعد مؤقتة لا دائمة، نافياً بقوة وجود أي اتفاقيات أو تعهدات سياسية منحت من قِبلهم لأي طرف لمرحلة ما بعد تحرير الرقة.
وأوضح أن “الأمريكيين موجودون كخبراء واستشاريين حسب الحاجة في المعارك … ولا اتفاق ولا تعهد ولا أي شيء لمرحلة ما بعد داعش”.
ولم يخف مسلم قلقه من أن تتوجه الولايات المتحدة لعقد صفقات مع جهات أخرى كتركيا مثلاً إذا ما انتفت الحاجة للأكراد، وقال :”كل شيء وارد … ولكننا نظمنا صفوفنا ولدينا قوات مشتركة من العرب والسريان والكرد، ولدينا مشروع واضح لمستقبل البلاد هو الفيدرالية … ولا يعنينا من سيتحالف مع من … وبالنهاية من يعتدي علينا سندافع عن أنفسنا”.
وأكد مجدداً :”بالأساس، لا توجد اتفاقيات سياسية معهم، فقط قوات قسد ملتزمة مع التحالف الدولي بمحاربة داعش … وبالتالي لا نعرف كيف سيتصرفون … وبالطبع هذا الأمر يقلقنا ولكن لكل حادث حديث”.
ووصف مسلم علاقته برئيس تيار الغد السوري أحمد الجربا، الذي تشارك قوات النخبة التابعة له في معركة الرقة، “بحلفاء الخندق الواحد، رغم وجود بعض الخلافات التكتيكية من حين لآخر”.
وحول تقييمه لما يطرح بأن أي توسع تركي بالشمال السوري قد يكون ناتجا عن اتفاق ما بين تركيا وروسيا لمنع الأكراد من السيطرة على المزيد من المناطق هناك، قال :”لا نعرف ما يجري خلف الستار … ولكن هناك ثوابت نعرفها بحكم التجربة: تركيا لها مخططات وأحلام وهناك من يتحدث علانية عن تأسيس دولة تركية واسعة … وأعتقد أن تحالف الروس والأتراك تاريخياً لا يستمر … وكل طرف يلعب على الآخر … وبكل الأحوال، نحاول قدر الإمكان أخذ التدابير الدفاعية التي تحمينا”.
وأكد أن ما يدور في الرقة هو حرب بمعنى الكلمة، وأنه لا مفاوضات مع داعش لتبادل أسرى أو جثث.
ورفض ذكر أي تفاصيل بشأن حجم خسائر قواته في الرقة، ولكنه أكد أنه من الطبيعي في معركة بهذا الحجم أن يكون هناك قتلى وجرحى وأسرى. وأكد أن قوات سوريا الديمقراطية تسيطر حالياً على أكثر من نصف مساحة الرقة.
وأرجع بطء المعارك إلى خوف القوات بشأن مصير ما لا يقل عن 20 ألف مدني لا يزالون بقبضة التنظيم لاستخدامهم كدروع بشرية.
وحول مدى تقديره للتخوفات من لجوء داعش لاستخدام السلاح الكيماوي في الرقة، قال :”لا نعرف ما إذا كانت بحوزته هذه المرة أم لا … ولكن إذا كان بيده فإنه سيستخدمه بالتأكيد كما سبق أن فعل في ريف الحسكة والرقة وكوباني”.
وحول عزم الولايات المتحدة استيراد أسلحة كانت سلمتها مؤخراً، لقوات سوريا الديمقراطية، قال :”لا أعلم شيئا بهذا الشأن … ولكن بالأساس الأسلحة التي تصل هي على قدر وحجم احتياجات المعركة لا أكثر”.
القدس العربي