دمرت ميليشيا أسد الطائفية مؤخرا جسر قرية الحويز، الذي يصل بين قرى موالية وأخرى محررة في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي.
وضمن حملة قصف شرسة تشنها ميليشيا أسد منذ حوالي شهر على معظم مناطق خفض التصعيد بريفي حماة وإدلب، استهدفت الميليشيا قرية الحويز المحررة بقرابة 70 قذيفة صاروخية، ما أدى إلى تحطيم الجسر الذي يصلها بقرى موالية في الناحية المقابلة، إضافة إلى أضرار مادية أخرى.
أهمية جسر الحويز
يصل جسر قرية الحويز عددا من القرى المحررة في سهل الغاب، كقرية الحويز وبيت الراس، بقرى أخرى موالية لنظام الأسد، كقرية قبر فضة والكريم والرصيف.
وقال الناشط الإعلامي معتز شلة لأورينت نت، ” إن ميليشيا أسد كثفت من قصفها على قرية الحويز ما أدى إلى تدمير الجسر الواصل بين القرى المحررة، كالحويز وجسر بيت الراس والقرى الموالية المقابلة لها”.
وأوضح، أن تدمير جسر الحويز سيمنع المزارعين، ممن يملك أراضي زراعية غربي الجسر (في مناطق سيطرة نظام الأسد)، من الوصول إلى أرضيهم واستثمارها بعد أن قاموا بزراعتها مع بداية الموسم الحالي، لأن الجسر هو المنفذ الوحيد لهم للوصول إلى أراضيهم في الضفة المقابلة.
وأشار الناشط الإعلامي، وهو من قرية الحويز، إلى أن غاية ميليشيا أسد من وراء تدمير الجسر المذكور ،تتمثل في ثلاثة أمور رئيسة، وهي الاستيلاء على أراضي أهالي المناطق المحررة، وإغلاق الطريق أمام وصول الفصائل المقاتلة إليها، إضافة إلى تفريغ القرى المحررة من سكانها وتهجير أهلها بعد الاستيلاء على أراضيهم.
بدوره ذكر مصعب الأشقر من أبناء المنطقة، أن أهمية جسر الحويز تكمن أيضا في أنه الجسر الوحيد المتبقي في المنطقة بعد قيام ميليشيا أسد بتدمير معظم الجسور فيها خلال السنوات السابقة.
استراتيجية تدمير الجسور
استخدمت ميليشيا أسد على مدار الأعوام الماضية استراتيجية تدمير الجسور في منطقة سهل الغاب ، حيث استهدفت عددا منها بالقصف المدفعي والصاروخي ، مثل جسر قرية “التوينة” وجسر قرية ” جسر بيت الراس “، وذلك خوفا من استخدام الفصائل المقاتلة لها .
كما أن الفصائل المقاتلة لجأت إلى نفس الاستراتيجية، فقد دمرت بدورها جسر قرية الشريعة في المنطقة تحسبا لأي عملية مفاجئة من قبل ميليشيا أسد، وذلك بعد عقد اتفاق “سوتشي” في أيلول الماضي، حيث حشدت ميليشيا أسد آنذاك قوات كبيرة في منطقة الغاب معلنة عن نيتها عدم الالتزام باالاتفاق، وتهديدها باقتحام المنطقة العازلة.
وتُعرف تلك المنطقة من سهل الغاب بريف حماة الغربي بتداخل ديمغرافي كبير بين أهل السنة والطائفة العلوية والمرشدية، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت سيطرة ميليشيا أسد على أكثر من عشر قرى سنية غربي نهر العاصي، كقرى الرملة وقبر فضة والكريم والتمانعة والحاكورة والتوتة وغيرها، الأمر الذي دفع أهلها إلى الهروب منها إلى القرى السنية المحررة في الضفة الشرقية لنهر العاصي.
تصعيد متواصل
ومنذ حوالي شهر صعدّت ميليشيا أسد وما تزال من قصفها على ريفي إدلب وحماة، ما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين، بحسب ما وثق “الدفاع المدني” والمكاتب الإعلامية العاملة في المنطقة.
ويعتبر قصف ميليشيا أسد خرقًا لاتفاق “سوتشي”، الموقع بين روسيا وتركيا، في أيلول الماضي، والقاضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح بين النظام السوري والمعارضة ووقف شامل لإطلاق النار.
يشار إلى أنّ الرئيسين التركي والروسي توصلا في 17 أيلول الماضي، عقب مباحثات ثنائية، في منتجع “سوتشي” الروسي إلى اتفاق لإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق ميليشيا أسد الطائفية، ومناطق الفصائل المقاتلة في إدلب ومناطق أخرى من أرياف حماة وحلب.
نقلا عن أورينت نت