دمشق – «القدس العربي»: تعرضت درعا البلد والأحياء المحاصرة الخاضعة لسيطرة مقاتلين من بقايا الجيش الحر جنوب سوريا، لحملة قصف جديدة لقوات النظام السوري وحلفائها، بعد ليلة من القصف العنيف بالصواريخ من طراز «فيل» و»جولان» إضافة لقذائف «هاون» والمدفعية الثقيلة، وسط حركة نزوح مكثفة.
وقالت مصادر محلية، إن التصعيد مستمر في درعا نتيجة «فشل التوصل لاتفاق يوم الاثنين، حول المدينة وذلك خلال اجتماع عقد مساء بين ضباط من قوات النظامين السوري والروسي مع وجهاء من محافظة درعا».
ووفقاً للمصدر فإن «رئيس اللجنة الأمنية اللواء حسام لوقا طالب مجددًا ببنود أبرزها تسليم السلاح وتمركز قوات النظام في تسع نقاط عسكرية على الأقل في أحياء المدينـة وهو ما رفضـه الطرف المقـابل».
وقال عامر الحوراني لـ «القدس العربي» إن درعا البلد تشهد مواجهات هي الأعنف من نوعها منذ بدء الحملة العسكرية على الأحياء المحاصرة، مشيرا إلى أن القصف أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وأضاف «ميليشيات الفرقة الرابعة تستهدف أحياء مدينة درعا المحاصرة، بشكل متواصل منذ أربعة أيام، بالرشاشات الثقيلة بعد استهدافها بدفعة صواريخ أرض-أرض من نوع «فيل» تزامناً مع مواجهات عنيفة تشهدها محاور الأحياء نتيجة تصدي أبنائها لمحاولات تقدم الميليشيات». وتسعى قوات النظام والميليشيات المقاتلة إلى جانبها، إلى إحراز تقدم في اتجاه الأحياء المحاصرة من المحور الجنوبي لمدينة درعا حيث شنت الاثنين، هجوماً من جهتين تصدت له المجموعات المحلية المقاتلة.
وبيّن المتحدث باسم تجمع أحرار حوران أن مئات العائلات نزحت من مدينة طفس غربي درعا، منذ يوم الأحد خوفًا من استهداف المدينة، عقب توسع رقعة القصف في الريف الغربي من درعا، واحتدام المواجهات في الأحياء المحاصرة في المدينة. وأضاف أن العائلات التي خرجت من المدينة، افترشت البساتين الزراعية في المنطقة، واحتمت بالأشجار، على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة، مشيراً الى أن معظم النازحين من النساء والأطفال وكبار السن.
في موازاة ذلك، نزحت عشرات العائلات من بلدة جلين في ريف درعا الغربي، وذلك عقب تعرضها للقصف الليلة الماضية، براجمات الصواريخ، ما أدى إلى مقتل سيدة وإصابة أُخرى بجروح.
ومع توسيع رقعة القصف المدفعي والصاروخي من قبل قوات النظام وميليشياته، نزح مئات السكان عن مدينة طفس وبلدات أخرى غرب درعا، وفي هذا الإطار قال الحوراني «وسعت قوات النظام رقعة قصفها غرباً منذ ليلة الأمس، وطالت كلًا من مدن وبلدات جلين، تل شهاب، المزيرعة، الطيرة، ومنطقة مساكن جلين، إضافة إلى السهول الشمالية لمدينة طفس، وذلك عقب بيان أصدرته اللجنة المركزية في ريف درعا الغربي، والذي دعا إلى النفير العام والحرب، استجابة لنداء الفزعة للمناطق المحاصرة».
ولفت إلى أن ميليشيات الفرقة الرابعة وإيران، تحاول لليوم الثاني على التوالي، التقدم في اتجاه درعا البلد وحي طريق السد، ومخيمات اللاجئين بدرعا، تحت غطاء ناري كثيف بصواريخ «الفيل» ومئات القذائف الصاروخية، وسط تصدي شبان الأحياء للمجموعات المهاجمة بالأسلحة الرشاشة.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع مصورة تظهر كثافة القصف الذي تتعرض له درعا البلد والأحياء القريبة منها، والتي تستهدف منازل المدنيين والمساجد والمآذن. وظهر في المقاطع المرئية، صواريخ الفيل تستهدف مسجد المنصور في درعا وأصوات اشتباكات بين قوات النظام وميليشياتها، ومقاتلين محليين يحاولون صد تقدم القوات المهاجمة. بينما نشر عناصر من الفرقة الرابعة التابعة للنظام مقاطع مصورة، وصوراً لهم مع راجمات الصواريخ أثناء قصفها على الأحياء المحاصرة في مدينة درعا.
ووجه الناطق باسم اللجنة المركزية «عدنان المسالمة» رسالة إلى أهالي حوران عبر صفحته الشخصية في فيسبوك، طالبا منهم «الفزعة» للأحياء المحاصرة.
وشرح المسالمة سبب توقف عملية التفاوض قائلاً «انهارت المفاوضات نتيجة التعنت المستمر والطلبات التعجيزية للنظام» مضيفاً «أبناؤكم وإخوتكم في درعا البلد والسد والمخيمات يسطرون أروع الملاحم البطولية بالصمود والتصدي على محاور المدينة كافة، أصبح القصف والتدمير جنونياً وبكافة صنوف الأسلحة الثقيلة ما أدى إلى تدمير منازل المدنيين الآمنين والمساجد والمآذن».
وكان الناطق الرسمي باسم لجنة التفاوض في درعا، قد أعلن أول أمس، انهيار المفاوضات مع النظام، بسبب «تعنت النظام وإصراره على فرض شروطه القاسية، وعدم احترامه لوقف إطلاق النار، وتقدم ميليشيات الفرقة الرابعة ومحاولتها اقتحام مدينة درعا من عدة محاور».
وقالت وسائل إعلام النظام الرسمية إن الوحدات العسكرية المنتشرة في محيط حي درعا البلد وجهت ضربات مركزة عبر سلاحي المدفعية والراجمات على درعا حيث قتل «عنصر وأصيب آخران من قوات الأمن الداخلي أمس».
نقلا عن القدس العربي