خسر النظام السوري خلال سنوات الحرب أكثر من 70 % من مساحة سوريا، استنزف فيها معظم قوته من آليات و عدة وعتاد بالإضافة لخسارته الكبيرة لعناصره المقاتلة في صفوفه.
و بحسب تقرير أصدره المركز السوري لحقوق الإنسان العام الماضي، فقد بلغ عدد القتلى في صفوف القوات النظامية 49,106 ألف قتيل، و عدد قتلى اللجان الشعبية و المسلحين الموالين للنظام 36,464 ألف قتيل من بينهم مئات لعناصر من حزب الله اللبناني، وقد يكون العدد أكثر من ذلك نظرا لسياسة التعتيم الإعلامي التي يتبعها النظام في عدد قتلاه .
كان لابد من حل بديل للنظام السوري يعوض به خساراته المتكررة لعناصره على جبهات القتال، وهو الاستعانة بعناصر شيعية من حزب الله و إيران بالإضافة للتدخل الروسي منذ أواخر أيلول الماضي، ورغم ذلك لم ينفك النظام السوري عن ملاحقة الشباب السوريين لسوقهم لخدمة العلم، فضلا عن إصداره قرارات تجبر الشباب على الالتحاق بخدمة الاحتياط ابتداء من مواليد 1973 .
“قوات الحماية الذاتية” ميليشيا جديدة أنشأها النظام لتكون رديفا مؤازراً لعناصره في معظم المحافظات التي مازال يحكم سيطرته عليها، وتتبع هذه القوات لحزب البعث الذي يتولى مهمة الإشراف عليها وتمويلها ماديا، ومهمتها بحسب ما أوردت وكالة “سانا” التابعة للنظام، الدفاع عن الوطن ودحر الإرهاب، لتنضم لقائمة الميليشيات المحلية الداعمة للنظام السوري وأبرزها الدفاع الوطني وكتائب البعث و اللجان الشعبية و قوات الدفاع الشعبي وغيرها.
وأعلنت منذ أيام وسائل إعلامية تابعة لحكومة النظام عن تخريج دفعة جديدة لقوات الحماية الذاتية، وتضم 300 عنصر من محافظة القنيطرة جنوب سوريا، وبحسب زعمهم فإن العناصر المشاركة خضعت لدورة تدريبية لمدة أسبوع ليقدموا في حفل التخريج المهارات القتالية التي اكتسبوها عبر إقامة نقاط تفتيش للسيارات وصد أي هجمات “إرهابية” محتملة و اقتحام أماكن تواجد الإرهابيين بالإضافة للإسعافات الأولية وإجلاء الجرحى من أرض المعارك.
ويبرر النظام كعادته مثل هذه الدورات و الفصائل الجديدة بأنها بناء على رغبة من المتطوعين في حمل السلاح وتقديم الخدمات للمواطنين وأداء واجبهم من أجل الحفاظ على سورية.
ومن الواضح أن المتدربين أغلبهم في الخمسينيات من عمرهم حسب ما أظهر فيديو حفل التخريج الذي بثته قنوات النظام، وحسب ناشطين فإن قوات النظام أجبرت موظفي القطاع العام والخاص في مناطق سيطرتها على الالتحاق بهذه الدورة لإرسالهم إلى الحواجز المنتشرة داخل المدن وخارجها، وإلى جبهات القتال فيما بعد.
و نشرت صحيفة تشرين الموالية للنظام في 12 من الشهر الجاري صوراً لمحافظ درعا ومسؤولين من حزب البعث وعدد من ضباط قوات النظام، تظهر مشاركتهم بتخريج 500 موظف تم إخضاعهم لدورة “الحماية الذاتية” والتي تضمنت فك وتركيب السلاح وبعض أساليب القتال والرمي بالبندقية الروسية، وشهد الاحتفال تواجد عدد من المتطوعات المواليات للنظام ليقمن بدورهن في تحفيز الموظفين ورفع معنوياتهم .
لم يبق أمام النظام سوى الموظفين للضغط عليهم وتجنيدهم بشكل قسري كون لقمة عيشهم بيده، فلم يقم اعتباراً لأعمارهم ولم يحفظ كرامتهم إذ أن مصالحه دوما في المقدمة وبالأخص بعد هرب معظم الشباب من مناطق سيطرته بسبب ملاحقته المستمرة لهم، فهل سيكونون رديفا حقيقياً لقواته؟ أم أنهم سيكونون كالفصائل السابقة مهمتهم السرقة وترويع المواطنين ؟
سماح خالد
المركز الصحفي السوري