لندن- اكتفاء الأمين العام للأمم المتحدة بالقلق تجاه كل الأحداث الكبيرة التي تحدث ضجيجا في العالم يثير سخرية المغردين العرب في تويتر الذين يقلقون لقلقه.. ويقلقون عندما يتأخر قلقه.
“صباح الخير، ما أخبار الحرب؟ هل استيقظ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وعبر عن قلقه؟”، هكذا أصبحت طريقة بعضهم في السؤال عن جديد الحروب المشتعلة في المنطقة العربية.
وأصبح قلق السيد كي مون المزمن، منذ سبع سنوات تاريخ استلامه مهامه، يثير “قلق” وسخرية المغردين العرب على تويتر الذين أكدوا أنه يتقاضى حوالي 35 ألف دولار شهريا ليقوم بأسهل مهمة وهي “القلق”، مؤكدين أنه “قلق مربح”.
وتبدأ خطابات الأمين العام للأمم المتحدة أو البيانات الصادرة باسمه دائما بإبداء قلقه، ليستمر الخطاب بإحدى الجمل التالية “الوضع في شرق أوكرانيا”، “التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين”، “الأزمة في العراق” ،”عدم الاستقرار في أفريقيا”، “التدهور الأمني في مالي”.
وتجاوز المغردون ذلك إلى إحصاء عدد “قلقات” الأمين العام للأمم المتحدة، حيث أعرب، وفق مغردين، عن قلقه في السنة الماضية 180 مرة أي بمعدل قلق كل يومين، منهم 27 قلقا لدولة اليمن وحدها.
وتوزعت “قلقات” بان كي مون الباقية كالتالي، 19 بين إسرائيل وفلسطين و15 قلقا لأوكرانيا و11 لأفريقيا و9 للعراق و6 لنيجيريا و7 لسوريا و5 لجنوب السودان و4 لمالي.
ووسّع بان كي مون العام الماضي، مجال قلقه خارج الأزمات السياسية فأعرب “عن قلقه بشأن قضية المياه في العالم”. وكتب مغردون “هذا قلق ويستلم 35 ألف دولار، ونحن الشعوب قلق ببلاش”، مطالبين حكومات بلدانهم بصرف بدل قلق حالنا حال بان كي مون!
وهذا الأسبوع حضر «قلق» بان كي مون أيضا حيث عبّر عقب لقائه الرؤوساء العراقيين الثلاثة عن «قلقه» من ممارسات ميليشيات «الحشد الشعبي»، وقال خلال إلقاء كلمته في قمة شرم الشيخ إنه “يتقاسم قلقه مع الملك سلمان والرئيس اليمني حول اليمن”. وعلق مغرد “الله يعين بان كي مون هذا العام على القلق، الأمر معقد أكثر من العام الماضي”. وذهب بعضهم إلى ان الأمر قد يتطور هذا العام إلى اكتئاب.
وكتب المعارض السوري بسام جعارة على حسابه على تويتر “بان كي مون ‘قلق’ بسبب الجرائم التي ترتكبها قوات موالية للحكومة العراقية.. أخشى أن تصيبه جلطة قلق”.
فيما كتب الصحفي اللبناني إياد أبوشقرا على تويتر “بان كي مون “قلق” من جديد!…هذه المرة من تجاوزات ميليشيات #الحشد_الشعبي الشيعية في #العراق… صار يستحق لقب “أبو قلق الكوري”!
وسخر مغرد في هاشتاغ #بان_كي_مون_الرجل_القلق “بان كي مون يعرب عن “قلقه” من”قلق” المجتمع الدولي عليه بسبب إفراطه بـ’القلق’ ويدعو لعدم ‘القلق’ من قلقه”.
وكتب المغرد فارس بن فارس ”موسوعة غينيس تختار الأمين العام للأمم المتحدة كأكثر إنسان مرّ بحالة قلق عبر التاريخ! وردا على هذا الخبر بان كي مون يعرب عن قلقه”!!
وقالت الكاتبة الكويتية فجر السعيد تعليقا عن تعبير كي مون عن قلقه من التطورات في ليبيا حيث استهدفت الجماعات المسلحة أقليات ومراكز دينية “أخيرا بان كي مون جاب سيرة ليبيا، أحمدك يا رب”.
وسخر مغرد “مش معقول، شو مشربينو العرب نسكافيه وقهوة حتى يبقى قلقا دائما”. وتمر أيام قد لا يعرب فيها بان كي مون عن قلقه ما يجعل بعضهم يعلق “أنا قلق لأن بان كي مون لم يُعبّر عن قلقه حتى الآن”!
وقال آخر في نفس السياق “أنا أعبر عن قلقي تجاه بان كي مون، الذي لم يعبر عن قلقه حتى الآن في حادثة غريبة من نوعها اللهم احفظ قلق بان كي مون”. وتوقع مغرد أنه “استهلك جميع القلق لديه، الحل من أميركا بتعيين أمين عام جديد مليء بالقلق”.
ولم يتأخر بان كي مون الذي أعرب عن قلقه من الوضع في اليمن، ما جعل مغرد يدعى عبدالله حسين النومان يسخر “ساورنا القلق من عدم قلق ‘بان كي مون’ من الأوضاع في اليمن، فإذا بالقلق ينجلي عندما نما إلى علمنا تعبيره أخيرا عن قلقه الذي أشاع الأمن بيننا”!
وكتب مغرد “أتفاءل بالخير عندما يقلق بان كي مون، أزادك الله قلقا”. وقال آخر “الله يعينك على قد ما بتقلق والله يسامح العرب الذين جعلوا حياتك قلقا في قلق”. وسخر مغرد من خبر جاء فيه البنتاغون “قلق” من استخدام تنظيم “الدولة الإسلامية”، متسائلا “هذا بنتاغون وإلا بان كي مون”؟!
وسخر مغرد آخر من خبر أوردته وكالات الأنباء اأن أميركا قلقة من انخراط إيران الصريح في العراق، قائلا “يبدو أن قلق بان كي مون معدي للدول”. واقترح بعضهم أن يتناول كي مون حبوب ترامادول “حتى يبطل قلقه، إذ لم يشهد التاريخ إنسانا قلقا مثل بان كي مون“. فيما اقترح آخر عرضه على مختص نفسي.
ومن لبنان غرد حساب ساخر “احتدام المنافسة بين بان كي مون ومجلس المطارنة الموارنة حول من استعمل كلمة ‘قلق’ أو ‘أسف’ أكثر من الثاني. نوافيكم بأي جديد فور وروده”. ونقل بعضهم بسخرية على لسان بان كي مون “أنا قلق، أنا قلق أنا قلق، سأدعو لمؤتمر للقلق وفيه سأطرح مشروعا مقلقا”.
صحيفة العربA 2015\04\01]