قال علماء وأكاديميون مساء اليوم الثلاثاء، إن قطر تعتمد على 4 “أوراق قوة” في الأزمة الراهنة مع دول عربية أخرى، فيما يمكن للدول المحاصرة للدوحة أن تصعد ضدها في 4 ملفات محتملة.
وتعتمد قطر وفق هؤلاء العلماء والأكاديميين على الموقف التركي، والعلاقات الاقتصادية الخارجية، والسياستين الدبلوماسية والإعلامية، فيما يمكن لدول المقاطعة تجميد عضوية الدوحة بمجلس التعاون الخليجي، وتجميد أرصدتها، واستهداف الداعمين لها، وأخيرا شن هجوم عسكري.
جاء ذلك في ندوة بمدينة إسطنبول التركية (غرب)، تحت عنوان “حصار قطر.. الأبعاد والتداعيات”، نظمتها “شبكة المواطنون العرب” (غير حكومية)، بمشاركة العشرات من الكتاب والصحفيين والأكاديميين من دول عربية وتركيا، إضافة إلى الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. علي قرة داغي.
وفي كلمة له خلال الندوة، قال قرة داغي إن “جميع الخسائر الاقتصادية في الأزمة الخليجية مشتركة، من خلال البورصات والعلاقات التجارية المشتركة بين دول الحصار وقطر، وعدم الاستقرار في المنطقة مشترك، إضافة إلى انسحاب رأس المال، والتصنيف الدولي أيضا للشركات التجارية”.
وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر منذ 5 يونيو / حزيران الماضي علاقاتها مع قطر، وفرضت الدول الثلاث الأولى عليها حصارا بريا وجويا بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفي الدوحة صحته، وتقول إنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب تهدف إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.
ومضى قرة داغي قائلا: “قبل شهرين كان (العاهل السعودي) الملك سلمان (بن عبد العزيز) في قطر، واستُقبل استقبالا لم تشهده قطر من قبل، والآن أصبحوا يحاصرونها.. مع الأسف لم تعد هناك أي ثقة للعرب في العالم، فكل القيم الأخلاقية والجاهلية والعشائرية اهتزت في هذه الأزمة، رغم أننا كنا في شهر رمضان المبارك (وقت بداية الحصار)”.
وعن جوانب قوة الدوحة في الأزمة، قال إن “قطر تمتلك جوانب اقتصادية قوية.. هي ثالث أكبر دولة مصدرة للغاز (الطبيعي)، ولذلك الدول تربطها بها (قطر) علاقات اقتصادية قوية، إضافة إلى أن قطر تمتلك نسبا في الشركات العالمية في كل الدول، ولذلك استطاعت قطر تكوين شبكة اقتصادية قوية”.
ومشيدا بموقف أنقرة ختم قرة داغي كلمته بالقول: “أتوجه بالشكر إلى تركيا لتحركها منذ اللحظة الأولى لإيجاد حل للأزمة”.
بدوره، قال عصام عبد الشافي (مصري)، وهو أستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة صقاريا التركية، إن “قطر راهنت على قوتها الناعمة في الحصار، عبر السياسة الدبلوماسية التي انتهجتها، إضافة إلى شبكة قناة الجزيرة”.
وتابع بقوله إن “ورقة العمل الإغاثي والإنساني شكلت قوة ناعمة لقطر خلال الأزمة، فالقوائم الإرهابية التي وضعتها دول الحصار الأربع تضمنت منظمات إغاثية، وبعضها على شراكة مع الأمم المتحدة”.
واعتبر أن “من أهم أوراق قوة قطر هو التدخل التركي في الأزمة، حيث أربك الكثير مما كانت تخططه دول الحصار لقطر”.
في المقابل، رأى عبد الشافي أنه توجد “ملفات عديدة تستطيع دول الحصار التصعيد فيها، ومنها تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون (الخليجي)، وتجميد الأرصدة القطرية في الخارج، وتوسيع دائرة الحصار عبر استهداف الدول الداعمة للدوحة، من خلال ممارسة ضغوط سياسية واقتصادية على تركيا، وأخيرا العمل العسكري، ويبقى احتمالا واردا أيا كانت نسبته”.
من جانبه، قال أحمد ذكر الله، أستاذ ورئيس قسم الاقتصاد في “الجامعة العالمية للتجديد” بإسطنبول، إن “هناك تعتيما شبه كامل على الأضرار الاقتصادية التي لحقت بدول الحصار الأربع نفسها (جراء محاصرتها لقطر)”.
وحول الاحتياطات الاقتصادية للدوحة، قال “ذكر الله” إن “قطر لديها صندوق سيادي يقدر بـ 350 مليار دولار، واحتياطي يقدر بنحو 400 مليار دولار”.
وقدمت دول الحصار في 22 يونيو / حزيران الماضي إلى قطر قائمة تضم 13 مطلبا لإعادة العلاقات معها، بينها إغلاق قناة “الجزيرة”، وهي المطالب التي اعتبرتها الدوحة “ليست واقعية ولا متوازنة وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ”.
وبعد تسلمها رد قطر على هذه المطالب، اتهمت الدول الأربع في بيان مشترك يوم الجمعة الماضي الدوحة بـ “إفشال الجهود الدبلوماسية” لحل الأزمة، وهددت بمزيد من الإجراءات ضدها “في الوقت المناسب”.
وتأسست “شبكة المواطنون العرب” عام 2017، ومقرها في إسطنبول، وتهدف إلى تنسيق الجهود بين مراكز الأبحاث العربية المختلفة، والدفاع عن حقوق الحريات العامة في البلدان العربية بحسب الشبكة.
الاناضول