تستمر الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة في بلدتي قدسيا والهامة شمال غرب مدينة دمشق، منذ 27 أيلول الفائت، بالتزامن مع استهداف البلدتين بالقذائف المتنوعة، فيما بدا أنه محاولة لتفريغها من مقاتلي المعارضة، على غرار ما حصل في الوعر.
وتحدثت عنب بلدي إلى سامر الشامي، عضو تنسيقية الهامة، موضحًا أن الاشتباكات بدأت في مدينة قدسيا، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الأسد والميليشيات الرديفة، الأمر الذي قابله تصعيد من قبل النظام السوري، مستهدفًا منطقتي قدسيا والهامة بالقصف المتواصل على عدة محاور، ما أدى إلى مقتل مدني واحد وإصابة آخرين.
وعزا الشامي استئناف الاشتباكات بين “الجيش الحر” وقوات الأسد، لمحاولة النظام السيطرة على بلدات ومدن الغوطة الغربية، وتهجير أهلها لإتمام مشروعه في التغيير الديمغرافي في ريف دمشق، وفق تعبيره.
يوم أمس، حدثت مفاوضات بين ممثلي البلدتين من جهة، ووفد التفاوض التابع للنظام السوري، يمثله العميد من مرتبات الحرس الجمهوري، قيس فروة، أظهرت نية النظام بالضغط لتفريغهما على غرار الوعر أو داريا سابقًا، بحسب الشامي.
وأكد عضو تنسيقية الهامة أن مطالب النظام شددت على “إنهاء كافة أشكال المعارضة المسلحة والمدنية في المنطقة، وتسليم المطلوبين وتسوية أوضاعهم، مع دخول كافة مؤسسات الدولة إلى المنطقة، وإلا فسيكون مصير المنطقتين الإبادة”، وفق تعبيره، مشددًا على أن ما تم تداوله قوبل برفض جميع القوى الثورية العاملة في المنطقة، لكن التفاوض لا يزال مستمرًا حتى ساعة إعداد التقرير.
نجح “الجيش الحر” في قدسيا والهامة في صد محاولات الاقتحام المتكررة، بحسب الشامي، مشيرًا إلى أن “الثوار” يحاولون طمأنة المدنيين بأن الوضع مسيطر عليه، وأن ما يفتعله النظام يهدف إلى “زرع الفتنة بين الأهالي والثوار”، وموضحًا أن الأهالي يبدون وعيًا منقطع النظير في التعامل مع الوضع الراهن حتى اليوم”، بحسب تعبيره.
تعيش آلاف العوائل في قدسيا والهامة تحت حصار وقصف مستمر منذ ثلاثة أيام، وشهدت المنطقة نزوحًا واسعًا نحو المناطق الهادئة، مع صعوبة النزوح نحو العاصمة دمشق، إذ يتطلب ذلك مبلغ 100 ألف ليرة سورية للعائلة الواحدة، تدفع للحواجز المحيطة، كما وثّقت تنسيقية الهامة.
يخشى أهالي البلدتين الواقعتين على أطراف العاصمة، من مصير مشابه لمدينة داريا، وأنهم وقعوا ضحية تغيير ديمغرافي قد يطال “زنار العاصمة” برعاية إيرانية، كما تشير تقارير ودراسات سابقة.
عنب بلدي