منذ تفجر الأحداث في سوريا حين أشعل أطفال درعا أول شرارة يوم 18/مارس2011، ليكونوا أول من ذاق ويلات معتقلات النظام، و من هنا بدأت مسيرة معاناتهم.
و مع تصاعد وتيرة الحرب في سوريا، لا يمر يوم دون أن نسمع عن مقتل أو استهداف طفل، فالأطفال هم الأكثر تأثراً بظروف هذه الحرب البشعة، فقد تأثروا بفقدهم أطرافهم أو آباءهم أو مدارسهم أو جميع جوانب طفولتهم تقريباً.
وقد قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما يقارب 7.5 ألف طفل قُتلوا في سوريا منذ بدء الصراع.
و إن لم يُصِب هؤلاء الأطفال أي مكروه جسدي لابد من تداعيات نفسية تؤثر عليهم و على مستقبلهم مدى الحياة.
حيث أنَّ هناك نسبةً كبيرة من الأطفال فقدوا أحد والديهم أو الاثنين معًا في مناطق النزاع نتيجةَ الاقتِتال والقصف العشوائي؛ وبذلك خَسِروا حقَّهم في الرعاية والحضانة، كما خسر هؤلاء الأطفال أيضًا حقَّهم في التعليم بعد تدمير المدارس والتهجير من مناطقهم، فقد ألبس المجتمع الأطفال أدواراً أكبر منهم.
“أحمد” طفل بالغ من العمر 12 عاماً، ترك مدرسته بسبب نزوحه مع عائلته، و أصبح يبيع الخبز، حيث كان أكبرهم، يقول أحمد : “بعد أن استشهد أبي لم يعد لنا معيل إلا الله، وأنا أعمل لأصرف على أمي و إخوتي، لكي لا أجعلهم يحتاجون أحد”.
بين نزوح و قتل و تهجير يترنح أطفال سوريا في ظل غياب أي حل أو مشروع حل يأخذ بعين الاعتبار أجيال سوريا، تبقى الصراعات قائمة و تأثيرها السلبي لازال واقعاً على الأطفال، وقد تكون الضغوطات الكبيرة التي يتعرض لها الأطفال من أهم الأسباب التي تدفع بهم الى التشرد، فلا خيار أمامهم سوى الهروب من هذا الواقع المميت، فإما التشرد داخل البلاد أو الهجرة إلى دول اللجوء.
ووفقاً لتقرير اليونيسيف فإن أكثر من 1.2 مليون طفل لاجئ، وما يقرب من نصف هؤلاء دون سن الخامسة.
كما أن الأمم المتحدة و وكالات إغاثة حذرت مؤخراً من أن آلاف الأطفال اللاجئين على طريق الهجرة عبر تركيا وجنوب شرق أوروبا معرضون للخطر بسبب الانخفاض الشديد في درجات الحرارة في الشتاء.
إن جيلاً كاملاً من الأطفال قد دُمّر مستقبلهم و تحطمت أحلامهم، ويظهر ذلك في رسوماتهم التي تحوي طائرة تقصف و أشلاء ودماء، ألعابهم عبارة عن قطع خشبية بهيئة أسلحة، في الوقت الذي يجب أن يكون هؤلاء الأطفال على مقاعد دراستهم يتلقون العلم ليكونوا الدعامة الأساسية لبناء سوريا المستقبل.
المركز الصحفي السوري ـ ظلال سالم