المركز الصحفي السوري
إبراهيم الإسماعيل 2/7/2015
المعاناة لا تنتهي والشعب السوري يذبح بصمت، أناس ترى وأناس تسمع ولكن لا يوجد من يتكلم، أومن يدافع عن هذا الشعب الأعزل، منذ اندلاع الأحداث في سوريا إلا الآن عانى الشعب السوري كثيراً، بمختلف وأقسى أشكال المعاناة.
وتجسدت معاناتهم في القتل والدمار والتهجير والتشريد، وصعوبة الحياة ومرارة العيش، كل هذا خلفه النظام عن طريق أدواته الإجرامية المتعددة والمتنوعة التي اتخذها ضد الشعب السوري الأعزل، فقد حَرَمَ الأبناء أبائهم وأمهاتهم وحَرَمَ الآباء والأمهات أولادهم، وجعل قسوة الفراق ولوعته وألم الحرمان تقضي على ابتساماتهم.
يقول السيد “براء” أحد سكان ريف إدلب الجنوبي راوياً قصة كآبته وحرقة قلبه “أنا أب لولد وحيد بعمر الزهور لم يتعدى العشرة أعوام، فارق هذه الحياة القاسية ليخلد في جنان ربه، بعد أن حرمتني منه طائرات الأسد، حين استهدفت الشارع المجاور لبيتنا وهو يلعب هناك فاستشهد وأبكى قلوبنا دماً.
“تقوم طائرات النظام الحربية والمروحية، بغارات يومية على ريف إدلب الجنوبي، مخلفة وراء حقدها الذي لا ينتهي شهداء أبرياء بالإضافة إلى تدمير منازل السوريين وممتلكاتهم، حيث لا تكاد تذهب طائرة إلا وتأتي أخرى ولم يعد هناك وقت للراحة أو النوم فهذه الطائرات لا تنام فهي تقصف بالليل والنهار دون تمييز.
هذا ما دفع الناس الذين شربوا من كأس الحقد والدم الذي فرضه النظام، إلى المضي قدماً في سبيل التخلص من هذا النظام الذي قتل أحبائهم وشرد عائلاتهم، حيث قاموا بحمل السلاح والتوجه للمعارك، مقاتلين ثائرين لدماء أطفالهم وشبابهم.
السيد “سليم” أحد سكان معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي يتحدث قائلاً “بعد أن قام النظام بهدم منزلي بصواريخ طائراته الفراغية، بت أنا وعائلتي دون مأوى وملاذ، فقمت ببناء خيمة صغيرة في الأراضي الزراعية لأسكن فيها مع عائلتي، وأنا الآن أقاتل في صفوف الثوار ولن أبرح حتى أنتصر مع رفاقي أو نستشهد جميعاً”.
وفي كل يوم يتكرر المشهد الدموي ومشهد الدمار الذي لم يدع قرية ولا بيت إلا وأعطاه نصيبه، وقد كان لطائرات الأسد الدور الأكبر في قتل الشعب السوري، وتدمير ممتلكاته وبلداته ومن أكثر من أربع سنوات ونصف إلى الآن لم تدع هذه الطائرات إن كانت الحربية أو المروحية، السوريين يعشون بأمان واستقرار، ولم تدع قرية إلا وأشربتها من كأس الدم والحقد والفراق.
وقد أصبح الشعب السوري وخاصة في المناطق التي خرجت عن سيطرت النظام، حقل تجارب للأسلحة الروسية والإيرانية وغيرها من الدول التي تدعم نظام الأسد.
ومع تطور الأحداث السورية وتقدم الثوار وتحريرهم لعدد من المناطق كمحافظة إدلب، عمدت قوات النظام إلى استخدام أسلحة أكثر فاعلية، وتتناسب مع سياساته القمعية التي مارسها منذ انطلاق الثورة في ربيع 2011.
وقد أفاد أحد أعضاء الدفاع المدني في ريف إدلب الذي يعد الخط الإسعاف الأول في المناطق المحررة، فيقول “بعد غارة جوية على بلدة كنصفرة في جبل الزاوية، قمنا فورا بالذهاب إلى مكان الحادث، لنرى سلاحاً مختلف لم يستخدم سابقاً، وهو على شكل أسطوانات غاز وقد تبين أنها شبيهة ألغام بحرية معدلة من قبل النظام، حيث لم ينفجر هذا وقد انفجر أكثر من 20 لغم أخر وكل هذه من طائرة مروحية واحدة.
ولكن ألم يحن الوقت لينفذ سلاح النظام، ويخلص الشعب السوري من ألامه ليعيش أحلامه البسيطة، في حياة كريمة لا تعرف الحقد والدم والدمار، التي رافقته طيلة السنوات الماضية، ولكن ومن وجهة نظر السوريين في الداخل، مازال هناك نفس في صدورنا لن نتراجع حتى ننتصر أو ننال الشهادة في سبيل تحرير وطننا، ويبقى الأمل لدى السوريين دون انقطاع.