على امتداد الجغرافيا السورية ومنذ 2013 كان المدنيون هدفاً سهلاً لعمليات قصف بالأسلحة الكيماوية من قبل نظام الأسد على مواقع تسيطر عليها المعارضة وخصوصاَ في إدلب وحماه وريف دمشق، حيث بلغ عدد الهجمات بالمواد السامة عشرات المرات، كانت أولها في خان العسل في حلب حين تسبب غاز السارين في قتل 20 شخصا، أما الأعنف في الغوطة 21/ أغسطس الذي قتل فيه نحو 1500 مدني معظمهم من الأطفال والنساء والتي كانت الأعنف والأشد.
أما “خان شيخون” قتل فيها العشرات بحالات اختناق وهم نيام، لا دماء ولا أشلاء نتيجة قصف الأحياء السكنية بأربع صواريخ تحوي غازات سامة قتل فيها أكثر من ثلاثين طفلاً وامرأة على الفور ونقل العشرات إلى مستشفيات تركيا وآخرون فارقوا الحياة قبل وصولهم إليها.
ذاك المشهد المرعب والمحزن دفع الكثير من أهالي المدينة للنزوح في حركة جماعية خوفاً من استهدافهم مرةً أخرى بالأسلحة المحرمة دولياً كون النظام مستفيد من صمت دولي هو الأقرب إلى التواطؤ.
مع سقوط الإنسانية بالأمس في بحر الأوهام من خلال ادعائها بأنها تحمي البشر والحجر، تظهر ردود فعل لأطراف المعارضة من شأنها أن توحد الصفوف وتوجد كلمتها أمام العالم
“رياض حجاب” تحدث بالأمس أنه دعا كل القوى العسكرية والسياسية السورية لاجتماع فوري لبحث مستقبل العملية السياسية
ليظهر السؤال المطروح حديثاً، هل هذا الاجتماع سيكون ضاغطاً على المجتمع الدولي؟.
ربما يكون ورقة ضغط حقيقية من أجل إيقاف القتل والمجازر المرتكبة من قبل نظام حكم على شعبه بالموت بشكل يومي وبالتزامن
ولعلها ورقة ضغط تستخدم من قبل المعارضة على المنظمات الدولية وخاصة الأمم المتحدة، لضمان عدم تكرار هذه المجزرة مرة أخرى في سياق مسلسل المجازر بالأسلحة المحرمة دولياً.
مرات عدّة وثقت المنظمات الدولية وحققت في حالات سابقة للنظام الذي يستخدم فيها ذاك النوع المحظور من الأسلحة، أما التطور الخطير الذي يظهر اليوم هو النظر إلى اعتبار أن روسيا الضامن لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، مما سيوجه الجميع لروسيا على أنها من يحاول إعطاء الضوء الأخضر للأسد
ما حدث في “خان شيخون” كشف عن أنياب صفراء للنظام والحليف نهشت من أجساد العزل الأبرياء من أطفال ونساء والبعيدة تماماً عن مناطق القتال، لتسقط أسطورتهم باستهداف الإرهابيين، وتبدأ رحلة جديدة باتجاه مجلس الأمن الدولي لإجراء تحقيقات وتوعدات جديدة
ليكشف السؤال المحزن للسوريين، هل بعد التحقيق والإدانة سيحاسب الجناة؟!
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد