أثبت جهود الوساطة الكويتية دورها الرئيس في اليومين الأخيرين لحل الأزمة القطرية، حيث صرح وزير الخارجية القطري بأن الموقف الرسمي لدولة قطر داعم لجهود الوساطة الكويتية وبأنها أصبحت المرجع أو الإطار الذي من الممكن من خلاله الخروج من الأزمة، مؤكداً الالتزام بالإطار السياسي الذي يجمع دول الخليج العربية (منظومة مجلس التعاون الخليجي).
وعلى الرغم من السرية وصعوبة وصول وسائل الإعلام في ظل الأنظمة الخليجية التي تفتقد لحد كبير من الشفافية والتواصل المباشر والتي تحيط بها كثير من جوانب الغموض والتكتم والسرية، إلا أن الإيجابية تظهر للجهود المبذولة بين الطرفين، باعتبار أن الكويت عنصر أهل للقيام بهذا الدور الوسيط.
هل ممكن الوصول لحرب بين دول الخليج العربية في ظل الأزمة؟
بعيداً عن صيغة العلاقات بين دول الخليج العربية ربما من الصعب الوصول إلى حدة الحرب والمواجهة العسكرية المباشرة، كون تلك الدول تدرك في إطار منظومة مجلس التعاون بأن الخطر الحقيقي الذي يحيط بهذه الأنظمة هو خطر خارجي وليس من الداخل.
أما عن وزير الخارجية الألماني “جابرييل” فقد صرح بتصريحات ألمانية مختلفة على أن النزاع بين قطر ودول عربية أخرى قد يؤدي إلى حرب واصفاً الموقف بانه تأزم دراماتيكي في العلاقات بين دول الخليج.
مؤكداً “جابريل” أن المحادثات التي أجراها مع نظرائه من قطر والسعودية وتركيا والاتصالات الهاتفية مع وزراء خارجية إيران والكويت، جعلته يعرف مدى خطورة الموقف، لكنه أكد أن هناك فرصة جيدة لإحراز تقدم وتهدئة للتوتر.
حملة دبلوماسية لبسط الحقائق وتفنيد المزاعم، ذاك ما جاء بوزير خارجية قطر في العاصمة موسكو، تلك الزيارة التي كان الغرض منها اطلاع روسيا على مستجدات الأزمة، شريكاً ومحاوراً توفرت له من وسائل التأثير مالم يتوفر لغيره
وبما أن الثابت في العلاقات الدولية، هو المصالح فإن موسكو لا ترى نفعاً في التوتر الراهن في المنطقة، بل بات مبعث قلق لها لما له من تداعيات على جهود محاربة الإرهاب، ذاك الحرص الروسي ترجم إلى رغبة معلنة للعب بدور الوسيط في معية أطراف إقليمية أخرى.
ليظهر السؤال المطروح بحد ذاته على الساحة الدولية، هل روسيا تعرض نفسها كوسيط أم منافس لأمريكا اعترافاً بالأمر الواقع؟
مع ازدواجية الخطاب الأمريكي وتدخل مواقف مؤسساتها من أزمة الخليج وعلامات الاستفهام التي تطرح بشأن ما آلت إليه الوساطة الكويتية، تتعاظم القناعة بشأن دورٍ روسي محتمل له صدى لدى من يهمه الأمر.
من جهة أخرى قال وزير الخارجية التركي “جاويش أوغلو” إن بلاده تواصل جهودها لحل الخلاف بين قطر وكل من السعودية والامارات والبحرين بطريقة سلمية ودبلوماسية، مضيفاً في تصريحاته التي تلت لقاء الرئيس “رجب طيب أردوغان” بوزير الخارجية البحريني أن “أردوغان” أبلغ الوزير البحريني بأن الخلاف مع قطر ينبغي أن يحلّ قبل نهاية شهر رمضان.
إن آلاف العائلات القطرية تأثرت بقرار المقاطعة لتثبت فشل مقولة “الشعب الخليجي واحد” لذلك يجب أن يتم إيقاف الحصار ويتم رفعه كإبداءٍ لحسن النوايا.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد