نشرت وكالة CNA الإعلامية، اليوم الخميس 12 تشرين الثاني/نوفمبر، تقريراً رصده المركز الصحفي السوري وقام بترجمته، عن حكم عائلة الاسد في سوريا.
حيث استهلت الصحيفة تقريرها عن كيفية وصول الأسد الأب للسلطة، ففي الثالث عشر من تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1970، شن ضابط في سلاح الجو شاب ينحدر من التلال الساحلية السورية انقلاباً غير دموي، وكانت تلك الأحداث في سلسلة متتالية من عمليات الاستيلاء العسكرية في سوريا منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1946، ولم يكن هناك ما يدعو للاعتقاد أنها ربما تكون الأخيرة.
ولكن بعد 50 عاماً، لا تزال عائلة حافظ الأسد تحكم سوريا.
وتضيف الصحيفة عن حال الخراب في سوريا، البلد في حالة خراب بعد عقد من الحرب الأهلية التي راح ضحيتها نصف مليون شخص وشردت نصف السكان ودمرت الاقتصاد. وعلى الرغم من أن النظام فقدت السيطرة على مناطق بأكملها، ولكن نجل حافظ الأسد -بشار- لديه قبضة لا جدال فيها على ما تبقى.
وتكمل الصحيفة حول حكم الأسد الابن، حكمه الذي قضى نصفه في الحرب يختلف عن حكم والده في عدة نواحي فهو يعتمد على حلفاء مثل إيران وروسيا بلاً من مشروع القومية العربية، ويدير حكماً من الفاسدين بدلاً من الاشتراكية. أما بالنسبة للأدوات فهي نفسها التي استخدمها الأب والابن معاً “القمع، رفض التسوية وإراقة الدماء بشكل وحشي”.
وتشبه الصحيفة الأسد ببعض الحكام الذين ربطو اسم الدول باسمائهم، ربط أل الاسد اسم الدولة باسمهم بالطريقة التي فعلها عدد من الحكام غير الملكيين، مثل عائلة كاسترو في كوبا وسلالة كيم في كوريا الشمالية.
وعن الاحتفال بالذكرى تقول الصحيفة في تقريرها أنه لم يكن من الواضح ما إذا كانت الحكومة تعتزم الاحتفال بمرور 50 عاماً على حكم الأسد، ولكن تم الاحتفال بالذكرى السنوية بشكل صاخب جداً في السنوات السابقة ولكن الاحتفال كان أكثر هدوءاً خلال سنوات الحرب.
وبهذا الخصوص تستشهد الصحيفة بما قاله العضو المشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاثام هاوس “نيل كويليام” أنه يمكن الشك أن 50 عاماً من حكم عائلة الأسد الذي كان بلا رحمة وقاس وانهزامي، ترك البلاد في حالة يمكن وصفها فقط بأنها محطمة ومنسية تقريباً.
تضيف الصحيفة عنواناً عريضاً “لا يرحم ولكنه رائع”
وتبدأ الصحيفة مجدداً الحديث عن الأسد الأب فتقول، “بعد استيلائه على السلطة عام 1970، عزز حافظ الأسد سلطته وجلب أعضاء من طائفته إلى مناصب رئيسية، وأسس دولة بوليسية ذات حزب واحد على النمط السوفييتي. وكانت قوته مطلقة وكان ضابط المخابرات حاضراً في كل مكان”.
وتكمل الصحيفة أنه حوّل سوريا إلى قوة في الشرق الأوسط وفي العالم العربي، واكتسب الاحترام لمواقفه الصلبة حول مرتفعات الجولان -تلك الأرض التي خسرتها مع إسرائيل في حرب 1967- وانخرط في محادثات سلام مع اسرائيل بوساطة أمريكية.
وعن موقف الأسد من حرب العراق وإيران تقول الصحيفة أنه وقف إلى جانب الإيرانيين ضد دعم العالم العربي لصدام حسين، لبدأ تحالفاً جديداً من شأنه أن يساعد ابنه لاحقاً، كما وقف في صف الولايات المتحدة الأمريكية ضد غزو صدام حسين للكويت عام 1990 ليكسب ود الأمريكيين.
وللإشارة إلى قسوته تستشهد الصحيفة بما قاله الرئيس الأمريكي السابق “بيل كلينتون” عن الأسد في مذكراته “حياتي” أنه كان رجلاً لا يرحم أبداً، حتى أنه قضى على بلدة بأكملها كدرس لخصومه في إشارة من “كلنتون” إلى مذبحة حماة عام 1982، حيث قتلت قوات الأمن الآلاف للقضاء على انتفاضة الإخوان المسلمين.
وتكمل الصحيفة إن تلك المذبحة هي من أكثر المذابح شهرة في الشرق الأوسط الجديد، والتي خلفت الكراهية التي أشعلت نيران انتفاضة جديدة ضد ابنه بعد سنوات.
وتأتي الصحيفة بما كتبه الكاتب “سام داغر” في كتابه “الأسد أو نحرق البلد: كيف تدمر شهوة عائلة للسلطة سوريا” كيف أن العنصر الأساسي لنجاة نظام الأسد هو استغلاله للتحولات الجيوسياسية إقليمياً وعالمياً، وانتظار أعدائه للخروج، فلا يوجد حل وسط.
– التحديات والفرص
في حديثها عن الابن تقول الصحيفة أن بشار الأسد استعان كثيراً بكتاب قواعد اللعبة ذاك بعد وفاة والده عام 2000، ولكن يرى النقاد أنه على عكس والده فقد أضاع الفرص مراراً وتكراراً.
وتكمل الصحيفة أن الأسد الابن طبيب العيون البريطاني كما تسميه قام بفتح البلاد وسمح بالمناقشات السياسية ليواجه الكثير من التحديات وعالماً سريع التغير، مما دفعه للرجوع إلى الخلف.
كما عارض الأسد الابن غزو العراق عام 2003 خوفاً من أن يكون هو التالي وسمح بدخول مقاتلين أجانب الى العراق عبر سوريا، مما أثار غضب الأمريكيين ضده.
كما تشير الصحيفة إلى إجباره على إنهاء الهيمنة السورية على لبنان، بعد اتهام دمشق باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، إلا أنه قام بتقوية علاقاته مع حزب الله اللبناني.
وتكمل الصحيفة أنه كوالده قام بترقية عائلته لعزل السلطة بطرق حديثة إلا أنه أكثر جشعاً في جمع الثروة كما يرى العديد من السوريين.
وترى الصحيفة في تقريرها أن التحدي الأكبر لعائلة الأسد بدأ مع انتفاضات الربيع العربي ووصوله إلى سوريا، في آذار/مارس 2011، حيث كان رد الأسد على الاحتجاجات السلمية أنه أطلق يد قوات الأمن للقضاء عليها، ولكن الاحتجاجات نمت وتحولت فيما بعد إلى تمرد مسلح مدعوم من بعض الدول كتركيا والولايات المتحدة وبعض دول الخليج العربي، وأصبح جيش الأسد مجزأً.
وعن تدخل الروس والايرانيين تقول الصحيفة: مع اقتراب جيش الأسد من الانهيار، فتح أراضيه للجيوش الروسية والإيرانية ووكلائهم الذين دمروا المدن، واتهم باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه وقتل المعارضين له وتهجير الملايين إلى أوربا أو ما أبعد منها.
وتشير الصحيفة أنه بالرغم من صورته المنبوذة في الكثير من أنحاء العالم، إلا أنه استطاع أن يصور الحرب على أنها خياره الوحيد ضد المتطرفين الإسلاميين، بما فيهم تنظيم الدولة الاسلامية، واقنع بذلك الكثير من السوريين وبعض الدول الأوربية أنه اختار أهون الشرين.
وترى الصحيفة أنه من المؤكد سوف يفوز في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها العام المقبل وسط قشرة ممزقة هي سوريا.
وتعود الصحيفة لتستشهد بكلام “داغر” من جديد الذي يرى أن الحرب قد غيرت السوريين بطريق لا رجعة فيه، وأن الانهيار الاقتصادي والصعوبات التي تمر بها البلاد سيغير الحسابات، ويضيف “داغر” “لقد أيقظ جيلاً كاملاً من الناس وسوف يجدون طريقهم لاستعادة البلاد ومستقبلهم”.
وتضيف الصحيفة أنه مع إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية وإعلان فوز جو بايدن، سخر بعض المعارضين السوريين من تفوق عائلة الأسد على تسعة رؤساء أمريكيين منذ ريتشارد نيكسون.
وتستشهد الصحيفة بما قاله الطبيب السوري الأمريكي المقيم في شكاغو والذي غادر سوريا عام 1989، “زاهر سحلول”: “كان على التصويت أربع مرات للرئيس الوحيد حافظ الأسد الذي لا يزال ابنه في الحكم، وبعد هجرتي إلى الولايات المتحدة قمت بالتصويت لستة رؤساء مختلفين، أتمنى أن يشهد وطني أنتخابات حرة يوماً ما”.
وتختتم الصحيفة تقريرها بما قاله “كويليام” أن الإرث الذي خلفه حافظ الأسد كان يمكن أن يختلف تماماً لو لم يخلفه لبشار، وأضاف أن إرث بشار سوف يلقي بظلاله على إرث حافظ ويجعله مماثلاً للقسوة والتدمير المتعمد لبلد عظيم ووحشية شعب جميل.
ترجمة المركز الصحفي السوري
رابط التقرير
https://www.channelnewsasia.com/news/world/syria-50-years-assad-rule-13524034?utm_source=dlvr.it&utm_medium=twitter