مع انفجار البركان السوري، قبل ست سنوات، كانت القيادات السياسية التركية تردد أن المسالة ستحسم خلال ستة أشهر ليسقط النظام، وتذهب سورية نحو التغيير والديمقراطية. الأحداث في سورية مستمرة وسط أرقام وإحصاءات عن عشرات آلاف من القتلى والجرحى، ومليارات الدولارات من الخسائر، من دون وجود أيّ بادرة تفاؤل حقيقية بشأن احتمال انتهاء الأزمة هناك. أطلّ رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، الذي لا يتحدّث كثيراً في الملفات الخارجية أخيراً، ليقول إن سورية أمام احتمال حدوث مفاجآت جديدة في الأشهر الستة المقبلة. ولم يكشف عن أي نوع من المفاجآت ستكون، إيجابية أم سلبية، لكنه لا بد أن يكون استفاد من تجارب سلفه أحمد داود أوغلو وأخطائه، في الحذر الشديد، عندما يتحدث عن موقف أو تصريح سياسي في المسألة السورية يصعب تنفيذه، أو المضي فيه، بسبب تشابكات المشهد السوري وتداخلاته، بأبعاده، المحلية والإقليمية والدولية.
معنويات يلدريم عالية في هذه الآونة. سحقت تركيا الانقلابيين والمراهنين عليهم، وهي ستمضي وراء شعار التغيير والتجديد في سياساتها الداخلية والخارجية، وتتصالح تدريجياً مع روسيا وإسرائيل والعراق، وتعمل على تحسين علاقاتها مع إيران، وهي توجه الانتقادات اليومية للعواصم الغربية التي تخلت عن تعهداتها معها في اتفاقية اللجوء، وذهبت في منحى توتير العلاقات مع تركيا، في افتعال أزمات تسحبها من الأدراج والأرشيف، وتمسح عنها الغبار، للتخلي عن التزاماتها حيالها، أوروبياً وأميركياً، ما دفع الإعلام الغربي إلى الوقوف إلى جانب تركيا، في مواجهتها هذه باسم التصدّي للانقلاب، ولإسقاط حكومات منتخبة وإسكاتها، وهو الموقف الذي لم تتخذه عواصم أوروبية كثيرة ليلة الخامس عشر من يوليو/ تموز المنصرم.
ارتدادات لقاء الرئيسين، التركي أردوغان والروسي بوتين في سان بطرسبورغ، الأسبوع الماضي، ثم حصيلة زيارة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أنقرة في مقدمة الأسباب التي شجعت يلدريم على إعلان هذا الموقف، فالخلوة الروسية التركية استغرقت ساعتين، لكن التركية الإيرانية تجاوزت الثلاث ساعات، وقيل فيها الكلام الكثير. فما هيالاحتمالات والسيناريوهات والرسائل المتوقعة التي لم يفصح رئيس الوزراء التركي عنها؟
تريد تركيا تقديم خيار الحلول الإقليمية على الدولية، تحديداً في التعامل مع الملف السوري، وهو ما ردّده يلدريم نفسه في أثناء وجود الرئيس التركي في سان بطرسبرغ، بقوله، إن دول المنطقة أفضل من تحلل وتقدم الحل الصحيح لأزماتها. رسالة توافقية مع دول الجوار، لكنها تصعيدية في غاية الخطورة مع أصحاب المصالح الكبار في الغرب الذين دعموا أو تجاهلوا استهداف تركيا على هذا النحو، لكنها، في الأساس، رسالة رد التحية، وموقف شكر لروسيا وإيران على تضامنهما الكلي مع حكومة “العدالة والتنمية” ليلة الخامس عشر من يوليو/ تموز.
تسلمت تركيا رسالة تحريك القوات الكردية في شمال غرب سورية، وتجاوز الخط الأحمر الذي حددته بغرب الفرات، وهي تعرف تماماً أن وحدات صالح مسلم (حزب الاتحاد الديمقراطي) الكردية لم تكن لتفعل ذلك، من دون التشجيع والتخطيط الأميركيين. وكلام يلدريم هنا يقرأ على أن تركيا سترد عبر التنسيق مع الشركاء والحلفاء الجدد على هذه النقلة في الدخول العسكري الثلاثي المباشر في معركة القضاء على “داعش”، لمنع لعب ورقتها في سورية تحديداً ضدها بعد الآن. لكن، ما لم يقله رئيس الوزراء التركي هو احتمال وجود تفاهم تركي روسي إيراني لتعطيل مشروع المساس بوحدة سورية والتلاعب بتوازناتها العرقية، كما حدث في العراق، ونقطة البداية هي وقف التمدّد الكردي نحو أقصى الشمال الغربي ثغرة البحر التي يريدها أكراد المنطقة ككل، منفذاً تجارياً واقتصادياً واستراتيجياً، يحمي حصتهم في مشروع الخرائط الإقليمية الجديدة.
يحضر نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى تركيا، في الأسبوع المقبل، على عجل. ليس حتماً لتهنئة الأتراك على سلامتهم من قطوع المحاولة الانقلابية، بل لإقناعهم أن واشنطن لا تريد سوى الخير لشركائها، وإن فتح الله غولن ورقة منتهية، لا يجوز تضخيمها، وجعلها سبباً في توتر العلاقات على هذا النحو، وإن التقارب التركي الروسي الإيراني لا يتعارض مع ما تقوله الإدارة الأميركية في الملف السوري، وإن أكراد سورية هم، في النهاية، يعرفون المكان الذي لا بد أن يتوقفوا عنده في طموحاتهم السياسية والدستورية. أراد يلدريم قطع الطريق باكراً على أي مشروع أو اقتراح أميركي جديد، رفضته واشنطن مراراً، وها هي تركيا تحاول إنجازه مع الروس والإيرانيين مباشرةً، مثل اقتراح المنطقة الآمنة ورفض المشروع الفدرالي في سورية، وتفعيل خطة المرحلة الانتقالية السياسية والدستورية في سورية. وكان يلدريم قد أشار سابقاً إلى تورط جماعة غولن في إسقاط المقاتلة الروسية، لكنه يكاد يقول هنا، إن هناك قوى خارجية متورطة أصلاً في تشجيع جماعة غولن على توتير العلاقات التركية الروسية، ثم تنفيذ الانقلاب العسكري، عندما قرّرت تركيا مراجعة سياساتها الخارجية.
تحدّث بنعلي يلدريم، قبل أيام أيضاً، عن مبدأ موازنة العلاقات مع الشرق والغرب، أساسياً في شعارات السياسة الخارجية التركية، لكن يلدريم يعرف جيداً أن استطلاعات الرأي التركية بعد محاولة الانقلاب تقول، إن أرقام الرهان على التقارب التركي الأوروبي والتركي الأميركي تتراجع بشكل سريع، وإن غالبية الأتراك رحبت بالتطبيع مع روسيا وإسرائيل. فهل يريد يلدريم أن يرمي الكرة في ملعب الشارع التركي الذي لعبت قيادات “العدالة والتنمية” ورقته باحتراف منذ شهر، ليرد هو على المقولات الغربية التي تتجاهل قصف المدنيين الأبرياء بالطائرات، وتذكّر، في الوقت نفسه، تركيا بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان؟
يريد يلدريم إحياء التحالف الاقتصادي التجاري مع روسيا وإيران، قبل أي تحالف سياسيإقليمي، وهذا ما تعرفه وتقوله موسكو وطهران أيضاً، في إطار السياسات البراغمانية التي كانت قمة باكو، بين الرؤساء الروسي بوتين والإيراني حسن روحاني والأذربيجاني إلهام علييف في 8 أغسطس/ آب الجاري، وخططها الإنمائية جزءاً منها. تنقل تركيا الطاقة الروسية الإيرانية إلى أوروبا، وتساهم في حل المشكلة الأوكرانية، وروسيا وإيران تفتحان الأبواب أمامها للعبور استراتيجياً نحو جنوب شرق آسيا والعالم التركي وأرمينيا أيضاً، فالملف السوري لن تكون له الأولوية، على الرغم من أهميته وعاجليته، وتحسين العلاقات التجارية الذي سيستغرق ستة أشهر على الأقل يعني أن الملف السوري سينتظر دوره بعد هذه الفترة.
يعرف رئيس الوزراء التركي، أكثر من غيره، أن نقاط التباعد الثلاثي في سورية لا تعدّ ولا تحصى، بينها تعريف مصطلح الإرهاب والإرهابي، والموقف من رحيل بشار الأسد، والمشروع الكردي في سورية، ومصالح لاعبين إقليميين ودوليين كثيرة، فكيف ستزال كل هذه العقبات بهذه السرعة؟ إلا إذا كان يلدريم سيفاجئنا بتحرّك ثلاثي عسكري أمني سياسي، على أكثر من جبهة في الملف السوري في إطار عملية تفاهم وتنسيق، أعد لها بعيداً عن الأعين تدعمها أوروبا أيضاً للخروج من أزمة اتفاقية اللاجئين التي تهدّد مسار العلاقات التركية الأوروبية بشكل كبير.
خيّب التحرك التركي الإقليمي، أخيراً، آمال كثيرين، كانوا يقولون، قبل شهرين فقط، إن موسكو هي شريك أكراد سورية في رسم الخريطة الجديدة هناك. وها نحن اليوم نقرأهم، يقولون إن الورقة الكردية ليست بيد روسيا وحدها، فهناك أميركا أيضاً. من ابتعد عن الثورة السورية في إطار حسابات ضيقة، تطاول التركيبة العرقية والدينية واللغوية لسورية، لا بد أن يدفع ثمن تغريده خارج سرب الثورة وأهدافها وتطلعاتها.
فيما كنا نستعد لقراءة أبعاد اللقاء بين بوتين وأردوغان وتحليله، دخل الوزير الإيراني جواد ظريف على الخط، ليقول لا تنسوا أن تشركونا في المعادلة الجديدة. وفي مقدور يلدريم أن يكون متفائلاً حتى النهاية، لكن تفاؤله هذا، وما يقوله، لا بد أن يأخذا بالاعتبار مصالح شركاء بلاده في العالمين العربي والإسلامي الذين وقفوا إلى جانبها في أصعب الظروف، وأن يتذكّر قرارات القمة الإسلامية في أسطنبول في أبريل/ نيسان الماضي، وإن أي تقارب ومسار إقليمي جديد بالنسبة لأنقرة لا يمكن أن يكون على حساب علاقاتها مع آخرين، وهي حتماً ستتنبه لذلك.
معنويات يلدريم عالية في هذه الآونة. سحقت تركيا الانقلابيين والمراهنين عليهم، وهي ستمضي وراء شعار التغيير والتجديد في سياساتها الداخلية والخارجية، وتتصالح تدريجياً مع روسيا وإسرائيل والعراق، وتعمل على تحسين علاقاتها مع إيران، وهي توجه الانتقادات اليومية للعواصم الغربية التي تخلت عن تعهداتها معها في اتفاقية اللجوء، وذهبت في منحى توتير العلاقات مع تركيا، في افتعال أزمات تسحبها من الأدراج والأرشيف، وتمسح عنها الغبار، للتخلي عن التزاماتها حيالها، أوروبياً وأميركياً، ما دفع الإعلام الغربي إلى الوقوف إلى جانب تركيا، في مواجهتها هذه باسم التصدّي للانقلاب، ولإسقاط حكومات منتخبة وإسكاتها، وهو الموقف الذي لم تتخذه عواصم أوروبية كثيرة ليلة الخامس عشر من يوليو/ تموز المنصرم.
ارتدادات لقاء الرئيسين، التركي أردوغان والروسي بوتين في سان بطرسبورغ، الأسبوع الماضي، ثم حصيلة زيارة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أنقرة في مقدمة الأسباب التي شجعت يلدريم على إعلان هذا الموقف، فالخلوة الروسية التركية استغرقت ساعتين، لكن التركية الإيرانية تجاوزت الثلاث ساعات، وقيل فيها الكلام الكثير. فما هيالاحتمالات والسيناريوهات والرسائل المتوقعة التي لم يفصح رئيس الوزراء التركي عنها؟
تريد تركيا تقديم خيار الحلول الإقليمية على الدولية، تحديداً في التعامل مع الملف السوري، وهو ما ردّده يلدريم نفسه في أثناء وجود الرئيس التركي في سان بطرسبرغ، بقوله، إن دول المنطقة أفضل من تحلل وتقدم الحل الصحيح لأزماتها. رسالة توافقية مع دول الجوار، لكنها تصعيدية في غاية الخطورة مع أصحاب المصالح الكبار في الغرب الذين دعموا أو تجاهلوا استهداف تركيا على هذا النحو، لكنها، في الأساس، رسالة رد التحية، وموقف شكر لروسيا وإيران على تضامنهما الكلي مع حكومة “العدالة والتنمية” ليلة الخامس عشر من يوليو/ تموز.
تسلمت تركيا رسالة تحريك القوات الكردية في شمال غرب سورية، وتجاوز الخط الأحمر الذي حددته بغرب الفرات، وهي تعرف تماماً أن وحدات صالح مسلم (حزب الاتحاد الديمقراطي) الكردية لم تكن لتفعل ذلك، من دون التشجيع والتخطيط الأميركيين. وكلام يلدريم هنا يقرأ على أن تركيا سترد عبر التنسيق مع الشركاء والحلفاء الجدد على هذه النقلة في الدخول العسكري الثلاثي المباشر في معركة القضاء على “داعش”، لمنع لعب ورقتها في سورية تحديداً ضدها بعد الآن. لكن، ما لم يقله رئيس الوزراء التركي هو احتمال وجود تفاهم تركي روسي إيراني لتعطيل مشروع المساس بوحدة سورية والتلاعب بتوازناتها العرقية، كما حدث في العراق، ونقطة البداية هي وقف التمدّد الكردي نحو أقصى الشمال الغربي ثغرة البحر التي يريدها أكراد المنطقة ككل، منفذاً تجارياً واقتصادياً واستراتيجياً، يحمي حصتهم في مشروع الخرائط الإقليمية الجديدة.
يحضر نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى تركيا، في الأسبوع المقبل، على عجل. ليس حتماً لتهنئة الأتراك على سلامتهم من قطوع المحاولة الانقلابية، بل لإقناعهم أن واشنطن لا تريد سوى الخير لشركائها، وإن فتح الله غولن ورقة منتهية، لا يجوز تضخيمها، وجعلها سبباً في توتر العلاقات على هذا النحو، وإن التقارب التركي الروسي الإيراني لا يتعارض مع ما تقوله الإدارة الأميركية في الملف السوري، وإن أكراد سورية هم، في النهاية، يعرفون المكان الذي لا بد أن يتوقفوا عنده في طموحاتهم السياسية والدستورية. أراد يلدريم قطع الطريق باكراً على أي مشروع أو اقتراح أميركي جديد، رفضته واشنطن مراراً، وها هي تركيا تحاول إنجازه مع الروس والإيرانيين مباشرةً، مثل اقتراح المنطقة الآمنة ورفض المشروع الفدرالي في سورية، وتفعيل خطة المرحلة الانتقالية السياسية والدستورية في سورية. وكان يلدريم قد أشار سابقاً إلى تورط جماعة غولن في إسقاط المقاتلة الروسية، لكنه يكاد يقول هنا، إن هناك قوى خارجية متورطة أصلاً في تشجيع جماعة غولن على توتير العلاقات التركية الروسية، ثم تنفيذ الانقلاب العسكري، عندما قرّرت تركيا مراجعة سياساتها الخارجية.
تحدّث بنعلي يلدريم، قبل أيام أيضاً، عن مبدأ موازنة العلاقات مع الشرق والغرب، أساسياً في شعارات السياسة الخارجية التركية، لكن يلدريم يعرف جيداً أن استطلاعات الرأي التركية بعد محاولة الانقلاب تقول، إن أرقام الرهان على التقارب التركي الأوروبي والتركي الأميركي تتراجع بشكل سريع، وإن غالبية الأتراك رحبت بالتطبيع مع روسيا وإسرائيل. فهل يريد يلدريم أن يرمي الكرة في ملعب الشارع التركي الذي لعبت قيادات “العدالة والتنمية” ورقته باحتراف منذ شهر، ليرد هو على المقولات الغربية التي تتجاهل قصف المدنيين الأبرياء بالطائرات، وتذكّر، في الوقت نفسه، تركيا بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان؟
يريد يلدريم إحياء التحالف الاقتصادي التجاري مع روسيا وإيران، قبل أي تحالف سياسيإقليمي، وهذا ما تعرفه وتقوله موسكو وطهران أيضاً، في إطار السياسات البراغمانية التي كانت قمة باكو، بين الرؤساء الروسي بوتين والإيراني حسن روحاني والأذربيجاني إلهام علييف في 8 أغسطس/ آب الجاري، وخططها الإنمائية جزءاً منها. تنقل تركيا الطاقة الروسية الإيرانية إلى أوروبا، وتساهم في حل المشكلة الأوكرانية، وروسيا وإيران تفتحان الأبواب أمامها للعبور استراتيجياً نحو جنوب شرق آسيا والعالم التركي وأرمينيا أيضاً، فالملف السوري لن تكون له الأولوية، على الرغم من أهميته وعاجليته، وتحسين العلاقات التجارية الذي سيستغرق ستة أشهر على الأقل يعني أن الملف السوري سينتظر دوره بعد هذه الفترة.
يعرف رئيس الوزراء التركي، أكثر من غيره، أن نقاط التباعد الثلاثي في سورية لا تعدّ ولا تحصى، بينها تعريف مصطلح الإرهاب والإرهابي، والموقف من رحيل بشار الأسد، والمشروع الكردي في سورية، ومصالح لاعبين إقليميين ودوليين كثيرة، فكيف ستزال كل هذه العقبات بهذه السرعة؟ إلا إذا كان يلدريم سيفاجئنا بتحرّك ثلاثي عسكري أمني سياسي، على أكثر من جبهة في الملف السوري في إطار عملية تفاهم وتنسيق، أعد لها بعيداً عن الأعين تدعمها أوروبا أيضاً للخروج من أزمة اتفاقية اللاجئين التي تهدّد مسار العلاقات التركية الأوروبية بشكل كبير.
خيّب التحرك التركي الإقليمي، أخيراً، آمال كثيرين، كانوا يقولون، قبل شهرين فقط، إن موسكو هي شريك أكراد سورية في رسم الخريطة الجديدة هناك. وها نحن اليوم نقرأهم، يقولون إن الورقة الكردية ليست بيد روسيا وحدها، فهناك أميركا أيضاً. من ابتعد عن الثورة السورية في إطار حسابات ضيقة، تطاول التركيبة العرقية والدينية واللغوية لسورية، لا بد أن يدفع ثمن تغريده خارج سرب الثورة وأهدافها وتطلعاتها.
فيما كنا نستعد لقراءة أبعاد اللقاء بين بوتين وأردوغان وتحليله، دخل الوزير الإيراني جواد ظريف على الخط، ليقول لا تنسوا أن تشركونا في المعادلة الجديدة. وفي مقدور يلدريم أن يكون متفائلاً حتى النهاية، لكن تفاؤله هذا، وما يقوله، لا بد أن يأخذا بالاعتبار مصالح شركاء بلاده في العالمين العربي والإسلامي الذين وقفوا إلى جانبها في أصعب الظروف، وأن يتذكّر قرارات القمة الإسلامية في أسطنبول في أبريل/ نيسان الماضي، وإن أي تقارب ومسار إقليمي جديد بالنسبة لأنقرة لا يمكن أن يكون على حساب علاقاتها مع آخرين، وهي حتماً ستتنبه لذلك.
العربي الجديد_سمير صالحة