فهمان حسين سياسي ومقاتل كردي سوري؛ يعتبر أحد أبرز القيادات الكردية في سوريا ويوصف بأنه القائد الفعلي للقوات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي ينظر إليه بوصفه الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني (PKK) التركي. خصصت تركيا مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عنه، ثم قـُتل في يوليو/تموز 2016.
المولد والنشأة
وُلد حسين فهمان (المعروف باسمه الحركي “باهوز أردال”) عام 1969 في سوريا.
الدراسة والتكوين
تابع حسين تعليمه النظامي حتى أكمل المرحلة الثانوية، ثم التحق بجامعة دمشق لدراسة الطب.
التجربة السياسية
طبقا لمصادر تركية؛ فإن فهمان حسين انضم إلى صفوف حزب العمال الكردستاني اليساري التركي مطلع تسعينيات القرن العشرين، حيث أصبح يعرف باسمه الحركي “باهوز أردال” أو “الدكتور باهوز”، وأسندت إليه خلال 2004-2009 زعامة “قوات الدفاع الشعبي الكردستاني” (HPG) الذراع العسكرية للحزب الكردستاني.
وتقول هذه المصادر إن حسين كان من بين الذين أوعز إليهم زعيم حزب العمال الكردستاني التركي عبد الله أوجلان عام 2002 بإنشاء “حزب الاتحاد الديمقراطي” (PYD) الذي ينظر إليه بوصفه الفرع السوري للحزب الكردستاني، وإن حسين كان يقود هذا الحزب فعليا وليس رئيسه المعين والمعلن صالح مسلم.
اتهمته السلطات التركية بأنه “منسق” عمليات حزب العمال الكردستاني القتالية، و”العقل المدبر” للكثير من “العمليات الإرهابية” التي استهدفت أراضيها ومصالحها الأمنية والمدنية، وتم أبرزها في قضائيْ شمدينلي ويشيل طاش بولاية هكاري جنوب شرقي البلاد.
ومن ذلك اختطاف قواته لثلاثة سياح ألمان من متسلقي الجبال جنوب شرقي تركيا في صيف 2008، واضطرت لإخلاء سبيلهم -بعد احتجاز دام 12 يوما- إثر محاصرة القوات الأمنية التركية لها.
وقد وضعته السلطات الأمنية التركية -بسبب تلك الاتهامات- ضمن “القائمة الحمراء” التي تشمل أسماء أبرز المطلوبين الأمنيين لها، وخصصت مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عن مكان وجوده.
وبعد اندلاع أحداث الثورة السورية في مارس/آذار 2011؛ لعب فهمان حسين دورا محوريا في إنشاء وتدريب “وحدات حماية الشعب” (YPG) التي سيطرت على المناطق ذات الغالبية الكردية شمال شرقي البلاد، بعد أن أخلتها الوحدات العسكرية وشبه العسكرية التابعة لنظام بشار الأسد.
وفي يوليو/تموز 2012 قام حزبه الاتحاد الديمقراطي الكردي بطرد المسؤولين الحكوميين من مباني البلديات في خمسة من معاقله هي عين العرب وعامودا والمالكية وعفرين وجندريس، وأنزل العلم السوري ورفع بدلا منه علمه الحزبي فارضا سيطرته على المنطقة.
وقد أوحى الانسحاب السلمي والسريع لقوات النظام السوري من تلك المناطق بوجود تنسيق مسبق بين النظام وقيادة الحزب الكردي، مما جعل فصائل المعارضة تنظر إلى الأخير باعتباره “حليفا عسكريا لنظام بشار الأسد”.
ويُعتقد أن فهمان حسين كان يشغل منذ النصف الثاني من 2014 منصبَ مسؤول حزب العمال الكردستاني التركي العام بسوريا، حيث يقوم بنقل السياسات والإستراتيجيات -التي يتم وضعها في مقر قيادة الحزب بجبال قنديل شمالي العراق- إلى كوادر حزب الاتحاد الديمقراطي في الداخل السوري.
وتحت إشرافٍ من حسين أيضا، خاضت “وحدات حماية الشعب” معركة مع تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة عين العرب (كوباني) الإستراتيجية، بعد أن استولى عليها مطلع يوليو/تموز 2014.
وقد انتهت معركة كوباني أواخر يناير/كانون الثاني 2015 بـ”تحرير” المدينة، واحتفاظ القوات الكردية بالسيطرة على المنطقة بعد تلقيها دعما كبيرا من التحالف الدولي الذي يقوده الغرب لمحاربة تنظيم الدولة، ومن أكراد العراق الذين أرسلوا إليها قوات البشمركة عبر الأراضي التركية.
الوفاة
وفي يوم 9 يوليو/تموز 2016 أعلنت “كتيبة تل حميس” (إحدى فصائل المعارضة السورية المسلحة) في محافظة الحسكة أنها قتلت -في اليوم السابق (8 يوليو/تموز 2016)- فهمان حسين، بتفجير نفذه مقاتلوها واستهدف سيارته “بعد مراقبة استمرت لفترة طويلة” أثناء عودته من بلدة “هيمو” إلى مدينة القامشلي بالمحافظة. كما قـُتل معه ثمانية من مقاتلي حزبه.
لكن الحكومة التركية قالت حينها إنها لا تستطيع تأكيد أو نفي خبر مقتل القيادي الكردي، وصرح نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي للصحافة في يوم 11 يوليو/تموز 2016 قائلا: “هناك أنباء عن مقتل باهوز أردال لكن هذه المعلومات غير مؤكدة. ولا يحق لي أن أكشف عن أي تفاصيل، بل يجب أن نتلقى أولا تأكيدا من الاستخبارات”.