أن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا نجح في شيء واحد فقط، وهو زيادة غضب أغلبية الشعب السوري، وبين أن ديمستورا بدأ مهمته بخطة مخيبة منذ أربعة أشهر، تقوم على وقف الاقتتال في حلب، ولم يحقق حتى الآن شيئا، رغم أنه قزم طموحاته إلى وقف إطلاق النار في حيين اثنين فقط في المدينة، منوها إلى أنه حتى هذا الاقتراح لم يجد استجابة ذات قيمة؛ فبشار الأسد، أعطاه موافقة على حي واحد، لا يملك سلطة عليه، أما المعارضة المسلحة فلم ترَ في خرائط المبعوث الدولي مكانا لها، وبعد أن شبه السلطة الممنوحة لدي ميستورا بسلطته الممثلة أنجلينا جولي، التي تزور المنطقة في مهام إنسانية تحظى بالاحترام، أكد الكاتب أنه لن يستطيع فعل شيء دراماتيكي، مثل تحقيق رغبة الغالبية بالتخلص من الأسد ونظامه، معتبرا أن إمضاء أربعة أشهر في سبيل أن تجربة إيقاف الاقتتال في حي أو حيين في مدينة واحدة في بلد كله مشتعل ويتم تدميره يوميا، فهي وساطة تشبه السباحة في المحيط، وأشار الكاتب إلى أن ما فعله دي ميستورا بجولاته منح الأسد ورجاله الثقة في أنهم يستطيعون المضي في قتل المزيد من عشرات الآلاف من المدنيين، وتدمير المدن بالبراميل والصواريخ وميليشيات المرتزقة من إيران ولبنان والعراق، وشدد على أن الذي زاد من شك السوريين فيه وغضبهم منه، أنه افتتح مهمته قائلا إن الحل المستقبلي الذي يحمله نظام يعترف فيه بالأسد، مبرزا أنه بكلامه هذا ألغى كل الجهد الدولي الضخم السابق، وبيانات جنيف، واصطف إلى جانب إيران، ودعا الكاتب في نهاية مقاله دي ميستورا إلى حمل حقيبته ومغادرة المنطقة لأنه يَزِيد من غضب الناس وليس من آمالهم.
عبد الرحمن الراشد – الشرق الأوسط