قالت الخارجية الفرنسية، يوم الأربعاء، إن التقرير الأولي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية بأن هناك معطيات تشير باستخدام مواد كيماوية بهجمات في سوريا، يؤكد ” شكوك ” باريس باستخدام هذه المواد مرات عدة على مدى الأشهر الماضية.
وقال المتحدث باسم الخارجية رومان نادال، في مؤتمر صحفي، إن “التقرير الأولي الذي أعدته منظمة حظر الأسلحة الكيماوية يؤكد شكوكنا باستخدام مواد كيميائية من بينها الكلور ضد السكان في سوريا عدة مرات على مدى الأشهر الماضية”.
وأعلنت المنظمة الثلاثاء الماضي، أنها حصلت على معطيات تستطيع أن تدل على استخدام غاز الكلور خلال المعارك بسوريا، وذلك بعد ان أرسلت فريقا للتحقيق بمزاعم حول هجمات باستخدام غاز الكلورين بمدينة كفرزيتا بريف حماة، في نيسان الماضي، والتي أدت لحالات اختناق أسفرت عن مقتل العديد، الأمر الذي تبادلت فيه السلطات والمعارضة الاتهامات.
وكانت الحكومة السورية وافقت على استقبال بعثة تقصي الحقائق بشان استخدام غاز الكلورين، وخصوصا بعد تكرار الاتهامات للقوات النظامية باستخدام مواد سامة ضد مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في مرات عدة خلال الأشهر الماضية، الأمر الذي سبق وأن نفته السلطات محذرة بالوقت نفسه من قيام “إرهابيين باللجوء إلى استخدام الكيماوي” في بعض المناطق.
وشدد نادال على “ضرورة مواصلة التحقيقات للحصول على أدلة قاطعة على استمرار لجوء النظام للأسلحة الكيماوية في انتهاك لالتزاماته الدولية”.
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، عبر في أيار الماضي، عن مخاوفه من أن إثبات استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل الحكومة السورية سيكون أمرا “صعبا جدا”، في حين قالت الحكومة الفرنسية مؤخرا إن عينات جمعتها لبيان ما إن كانت الحكومة السورية استخدمت غاز الكلور قد يثبت أنها غير حاسمة، وستحتاج إلى التأكد منها بمضاهاتها مع معلومات أخرى لتحديد استخدامها.
وتأتي هذه الاتهامات في حين تشرف الأمم المتحدة ومنظمة حظر الكيماوي، بموجب اتفاق روسي أميركي وقرار من مجلس الأمن تلاه، على القضاء على الأسلحة الكيماوية السورية، حيث أتى ذلك بعد تهديدات أمريكية بشن ضربة عسكرية بعد اتهامات وجهت للسلطات باستخدامها هذا النوع من السلاح في ريف دمشق في آب الماضي والذي أسفر عن مقتل المئات.
ويذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حذر من تداعيات ثبوت استخدام السلطات السورية الغازات السامة، مشيراً إلى أن ذلك يتنافى مع التزاماتها بتدمير ترسانتها الكيماوية.