علقت افتتاحية تلغراف على الوضع المتأزم بين روسياوالغرب بسبب الحرب في سوريا بأنه وصل اليوم إلى مرحلة من العداء الصريح لم يشهدها منذ عام 1960 عندما رفع الرئيس الروسي الأسبق نيكيتا خروتشوف حذاءه غاضبا وضرب به الطاولة، أثناء اجتماعالجمعية العامة للأمم المتحدة.
ورأت الصحيفة أن وقف إطلاق النار الذي توسطت فيهواشنطن وموسكو قبل أسابيع يبدو غير قابل للإصلاح، وسط الاتهامات المتبادلة وعدم الثقة، وأنه بدأ يتداعى عندما هاجمت المقاتلات الأميركية القوات الحكومية السورية وقتلت عشرات الجنود، وما تبعه من هجوم على قافلة مساعدات قالت مصادر غربية إما أنه نفذ مباشرة بواسطة الروس أو كان من تخطيطهم.
وازدادت حدة التوتر عندما اتهمت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور موسكو “بالكذب الصريح”، بينما اتهم وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الرئيس الروسي فلاديمير بوتينبارتكاب جريمة حرب، ورد الروس على الهجوم زاعمين أن الغرب زوّد معارضي بشار الأسد بأسلحة خرقا للاتفاق.
وانتقدت الصحيفة هذه الحالة المحبطة بالقول إنها لن تضر الدبلوماسيين المتفاوضين في نيويورك، وإن الضحايا المباشرين هم أولئك البؤساء في حلب والمدن السورية الأخرى التي تتعرض الآن لوابل من القصف المتجدد والذبح.
ورأت أن هذا الهجوم المتبادل بين مندوبي القوى المؤثرة في الفصائل المختلفة في هذه الحرب الأهلية ليس في صالح أحد، وأنه إذا أراد الرئيس الأميركي باراك أوباما ترك إرث له في الشهور المتبقية في البيت الأبيضفيجب أن يزيل كل العوائق لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، بما يسمح بوصول المساعدات والتشبث بأمل التوصل إلى تسوية سياسية.
وختمت تلغراف بأن التعامل مع بوتين مهمة صعبة للغاية، بما أنه لا يمكن تصديقه أو الثقة فيه، ولكن من أجل الشعب السوري يجب عدم السماح بضياع هذا الجهد لإنهاء معاناتهم، لأن ذلك قد يكون الفرصة الأخيرة لسوريا.
الجزيرة