عرفت موائد السوريين في غناها بالمأكولات المنوعة التي تعتمد على اللحوم والأجبان والمقبلات الشهية، لكن بسبب الحرب السورية المستمرة منذ خمس سنوات وتدهور الوضع الاقتصادي للمواطنين السوريين جعلت الكثير من المأكولات الأساسية والحلويات تغيب عن موائدهم حتى المأكولات الشعبية التي يعتمد عليها الفقراء سابقا بشكل كبير كالفتة و الفلافل والفول، أصبحت من الرفاهيات.
ارتفعت أسعار المأكولات الشعبية في كافة المناطق السورية لتصبح أضعاف سعرها سابقا، وذلك بسبب ارتفاع المواد الأساسية التي تعتمد عليها تلك المأكولات من زيت وحمص وسمن وطحينة وغاز وغيرها من المستلزمات وكذلك بسبب غياب الرقابة عن محلات بيع تلك المأكولات أو اختفاء كثير من المستلزمات الأساسية في المناطق المحاصرة من قبل النظام، فقد وصل سعر سندويشة الفلافل والبطاطا في المناطق المحررة مابين 100 و150 ليرة أما في مناطق النظام وصلت ل200 ليرة في حين كانت قبل خمس سنوات 50 ليرة كحد أقصى، أما الشاورما فقد وصل سعر السندويشة إلى 350 ليرة في مناطق سيطرة النظام، وفي المناطق المحررة تصل ل250 ليرة سورية.
تقول أم عبد الرحمن من مدينة ادلب: ” اعتزلنا أكل الكثير من الأطعمة وأعتمد في مطبخي على البرغل والأرز من المعونات وأحيانا ألجأ لصنع الشاورما وغيرها في البيت بلحم الفروج المثلج مع أنه سيء الطعم وغير صحي، فلا قدرة لي على شراء أطعمة جاهزة من السوق بسبب الغلاء فنحن عائلة من 6 أشخاص”.
يعتمد الموظفون والطلبة في طعامهم على المأكولات الشعبية السريعة بسبب ضيق الوقت لديهم، إلا أنهم في الآونة الأخيرة وبسبب ارتفاع أسعارها وعدم قدرتهم على شرائها يلجؤون لصنع السندويش في المنزل بهدف التوفير، بيان طالبة جامعية في حلب تقول: ” الشوربات أو سندويشة الفلافل هي الوجبة الرئيسية لي، فالمصروف الذي يرسله لي أهلي لا يكاد يكفيني لدفع آجار البيت والمواصلات وشراء ” المحاضرات”، عداك عن مستلزماتي الشخصية التي أصبحت من الرفاهية، المعيشة غالية جدا في المدينة”.
ليوم الجمعة في السابق نكهة مميزة عند معظم السوريين، حيث كانت الأم أو الأب في يوم العطلة يحضرون إفطارا مميزا من الفتات الشامية بأنواعها والفول والفلافل إلى المامونية الحلبية برفقة الشعبيات والجبن المشلل، عداك عن وجبة الغداء التي تعتمد على اللحوم في معظمها، وقد تكون في المطاعم والمنتزهات والبساتين، لكن الحرب بدلت كل شيء حتى المأكولات، فأصبح المواطن السوري يسعى لتأمين لقمة عيشه وقد يشتري الفاكهة أو الخضار بالحبة الواحدة، ويهجر معظم تلك المأكولات والأطعمة لدرجة أنها أصبحت حلما للكثير منهم ، وبدلا من ارتياد المطاعم والمنتزهات لتناول تلك الوجبات أصبحت الطرقات والأراضي الزراعية سكنا لهم في بالإضافة لزيارة لمقابر التي ضمت الكثير من الأهل والأحبة تحت ترابها بدلا من المنتزهات.
المركز الصحفي السوري ـ سلوى عبد الرحمن