تشهد المناطق المحررة ازدهارا ملحوظا في ظل التهدئة الميدانية التي تعيشها عموم محافظة إدلب وريف حلب المحرر على الجبهات مع النظام.
انتشرت بشكل كبير في الشمال السوري مشاريع التجارة والاستثمار، حيث ازداد عدد المطاعم والمنتزهات الدمشقية والحمصية والديرية والحموية وغيرها بشكل ملفت في السنوات القليلة الماضية.
فقد باتت محافظة إدلب وريف حلب المحرر، على مدى عدة سنوات، وجهة عشرات آلاف السوريين من مختلف المحافظات السورية، الذين كانوا ضحية التهجير القسري الذي مارسه النظام في المناطق كان يستولي عليها في إطار مايسمى مصالحات وطنية.
بحث العديد من النازحين عن استثمارات جديدة في محافظة إدلب، التي خرجت عن سيطرة النظام منذ عام 2015، لتوفير مصدر دخل لهم بعد إرغامهم على التخلي عن أموالهم وممتلكاتهم، بالإضافة إلى الحاجة لتلبية احتياجات سكان المنطقة الذين تضاعفت أعدادهم.
وساعدت ظروف الاستقرار والهدنة التي تلت تفاهمات الرئيسين التركي والروسي لوقف إطلاق النار في آذار الفائت، إلى افتتاح الكثير من المطاعم في الشمال السوري، وسط ضعف في الرقابة الصحية والضوابط لتحديد الأسعار والخدمات المقدمة.
ويشتكي الأهالي في الشمال المحرر من ارتفاع أسعار الوجبات المقدمة في معظم المطاعم مقارنة مع كمها ومستوى الخدمات، علاوة عن عدم خفضها لدى انخفاض أسعار المواد وتغير سعر صرف الليرة التركية.
ويعلل أصحاب المطاعم أن ارتفاع أسعار المواد نتيجة تراجع الليرة التركية، يؤثر على أسعار الوجبات في المطاعم، عقب اعتماد الليرة التركية في المنطقة مؤخراً.
ويشتكي رواد المطاعم أيضاً أن معظمها لا يضع التسعيرة في قائمة الطعام، كما أن الطعام المقدم يصل في كثير من الأحيان بارداً أو غير ناضج أو غير نظيف( كوجود شعر وحشرات وحشائش غريبة في الوجبات).
وقد شهدت المنطقة العديد من حالات التسمم الغذائي، نتيجة انتشار الأطعمة الفاسدة واستخدام مواد غذائية منتهية الصلاحية.
يجب اتخاذ مزيد من الضوابط لمراقبة الأطعمة المقدمة، في المطاعم وشحنات المواد الغذائية غير الآمنة وغير الصالحة للاستهلاك التي تدخل المنطقة عبر المعابر الحدودية.
يواجه المجتمع في الشمال السوري جملة من التحديات والمهام لإدارة المنطقة وتحقيق آمال السوريين في مستقبل مشرق.
تقرير خبري/صباح نجم
المركز الصحفي السوري