رغم الوعد والاتفاقيات التي يقدمها النظام للمدن الثائرة محاولاً من خلالها إخضاع تلك المدن لسيطرته بعد عجزه الواضح عن اتباع سياسة الحصار والتجويع، لكن الشعب السوري لم يوافق على تلك الهدن إلا من وجهة إنسانية، فمئات الأطفال يتضورون جوعاً يومياً بالإضافة لحرمانهم من التعليم، لقد كان لمعضمية الشام النصيب الأوفر من الحصار والهدن.
وقد شهدت مدينة معضمية الشام في ريف دمشق الغربي هدنة في آواخر 2013بين النظام والثوار يسمح فيها بتوقف القصف العنيف والسماح بدخول بعض قوافل المساعدات الغذائية، لكن الهدنة حالها كحال باقي الهدن في ادلب حمص يتم اختراقها يومياً بقصف مدفعي أو غارة من طيران روسي وسوري.
يقول محمد اللاذقاني أحد سكان المعضمية “لقد عادت الحياة إلى أحياء المعضمية بعد توقيع الهدنة، فالقصف العنيف حول المدينة إلى منطقة شبه منكوبة، ولكن رغم وجود الهدنة يفاجئنا النظام كما حدث يوم أمس بتجهيز حملة عسكرية برية وجوية هي الأولى والأكبر من نوعها منذ إبرام اتفاق التهدئة، فقد حاول اقتحامها من عدة محاور”.
ويسعى النظام من وراء تلك العملية إلى الفصل بين معضمية الشام ومدينة داريا المحاصرة، فبتمزيق وحدة تلك المدن يصبح من السهل عليه السيطرة عليها الواحدة تلو الأخرى، فمع بقاء المدن متصلة ببعضها يتم مساندة مناطق الجبهات بعناصر من كافة مدن الغوطة أكبر معاقل المعارضة في دمشق.
تحدث أبو أحمد أحد الإعلاميين في المنطقة:” بدأت الحملة العسكرية صباح اليوم قامت بها قوات النظام مدعمة بالميليشيات الإيرانية، و قد لوحظ العشرات من الآليات والدبابات بالإضافة لكاسحات الألغام، حيث تركز الهجوم على الجهة الجنوبية منها، وقد شهدت أحياء المدينة قصفاً عنيفاً بالبراميل المتفجرة و الصواريخ العنقودية ليصل عدد البراميل المتفجرة لأكثر من 70 برميلا، موقعاً العشرات من أبناء المدينة بين شهيد وجريح ودمار في الممتلكات”.
“وقد دارت اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات النظام أوقع الثوار خلالها عشرات القتلى في صفوف النظام وتدمير 3 دبابات، في المقابل استشهد اثنان من الثوار في المعركة”.
فيما تشهد أحياء المعضمية زيارة لمنظمة الطفلة “اليونيسيف” التابعة للأمم المتحدة التي حضرت إلى مدخل المدينة الشمالي والمعروف بـ(الحي الشرقي الموالي للنظام) ـلتوزيع القرطاسية المدرسية على الطلاب، يقول عمر أحد السكان “لم يمنع وجود بعثة الأمم المتحدة من تعرض المدينة للقصف بالبراميل المتفجرة، حيث كانت البراميل تتهاوى على المنطقة الجنوبية أمام أنظارهم في مسافة لا تبعد عنهم كيلومترين، وفي بعض الأحيان تصل سحب الدخان إلي موظفي الأمم المتحدة.
أما إعلام النظام فكان له نظرة مختلفة مثل العادة، حيث أعلنت عن تمكن قواتها من تدمير عدد من آليات موصفتهم بـ”المسلحين”، كما أن عضو المصالحة لم يذكر أي تفاصيل حول خرق الهدنة والتي تشمل في أول بنودها عن وقف العمليات العسكرية، بل اكتفى بحملة تسليط الضوء على القرطاسية الموزعة.
لم تسلم معضمية الشام نتيجة قوتها الثورية من القصف الكيماوي الذي خلف العشرات من أبناء المدينة.
رغم تلك المجازر وأعمال القصف التي تعتبر خرقاً لهدنة إلا أن المجتمع الدولي يقف صامتاً جراء المجازر المرتكبة في حق المدنيين.
سائر الإدلبي
المركز الصحفي السوري