في إحدى الأماكن المعزولة عن العالم وتحديدا بالقرب من دمشق الفيحاء يحمل مجموعة من الأطفال غالونات بلاستيكية متجهين نحو أحد الآبار المحفورة سابقا في محاولة لسد النقص الكبير في حاجة أهاليهم للمياه المقطوعة عن الغوطة الشرقية منذ سنوات.
لا يمكن أن يتجاوز عمر أكبرهم السبع سنوات، يعمل طفلان صغيران على سحب الماء من البئر مستخدمين (الكباس)، تبدو الطريقة اليدوية متعبة وشاقة بالنسبة لطفلين، لكن ظروف الحصار علمت الجميع الصبر ولم تستثن الأطفال.
منذ العام 2013 قطع النظام المياه الرئيسية عن الغوطة الشرقية ما جعل الأهالي يلجؤون إلى الاعتماد على مياه الآبار مستخدمين طرقا بدائية أو بوساطة الضخ آليا الذي يعد باهظ التكلفة.
يقول الناشط “معاذ أبو عمر” إن بعض الأهالي تغلبوا على مشكلة المياه عن طريق الصهاريج المعبأة من الآبار حيث يتم ضخها في خزانات البيوت لقاء أجر محدد.
ويؤكد أبو عمر أن القدرة الشرائية للأهالي لا تساعدهم على الحصول على كفايتهم من الماء بهذه الطريقة لذلك يلجأ الكثيرون لاستخراجها يدويا عن طريق الكباسات.
ويتابع أبو عمر قائلا “75 في المئة من الناس العاديين يستعملون هذه الطريقة، تكبس عشر كبسات بقطعة معدنية مثبتة على البئر ليتم ضخ الماء إلى وعاء خارجي، العملية صعبة و تحتاج لجهد كبير، في كل 4 دقائق بإمكانك استخراج 20 ليترا”.
ينقل الأهالي غالونات الماء إلى بيوتهم بعد عملية تعبئة طويلة وشاقة، وقد أجبروا على هذه العملية لأن شراء برميل واحد من الماء يعتبر أمرا غير ميسر للكثير منهم.
يبلغ سعر البرميل الواحد من الماء 450 ليرة سورية، وارتفع سعره بسبب ارتفاع سعر مادة المازوت النظامي والمكرر التي يستعملها أصحاب الصهاريج لضخ الماء من البئر وإلى خزانات الأهالي.
يقول مصدرنا إن سعر ليتر المازوت النظامي يتجاوز 2300 ليرة سورية بينما لا يقل سعر ليتر المازوت المستخرج من البلاستيك عن 1600 ليرة.
وبعد معاناة طويلة انتهى الأطفال من تعبئة أوعيتهم بالماء الصافي من بئر البلدة، رفعوا الأوعية على ناقلة من أربع عجلات صغيرة وساروا بها نحو البيت.
المصدر:كلنا شركاء