تستمر معارك السيطرة على مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، بين تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية التي تفرض حصارا على المدينة منذ نحو شهر في محاولة منها لاقتحام المدينة.
ويعاني سكان المدينة من أوضاع إنسانية صعبة بسبب اشتداد حدة المعارك والحصار الذي أرغم عشرات العائلات على النزوح، خاصة من محيط منبج.
وحذر عضو تنسيقية مدينة منبج، يوسف صالح، من أن “الوضع العام للمدينة سيزداد سوءا في حال استمرت المعارك والحصار لفترة أطول”.
وأضاف صالح في حديثه مع “عربي21“؛ أن سكان المدينة “منقسمون حيال الموقف من الطرفين المتقاتلين، حيث ترى فئة منهم بأنهم مظلومون بسبب وجود تنظيم الدولة ويرحبون بدخول قوات سوريا الديمقراطية؛ في حين يؤيد قسم من سكان المدينة؛ تنظيم الدولة، وهناك فئة لا يهمها من يحكمها طالما يستطيع توفير الأمن والغذاء”.
وأشار إلى فئة أخرى “لا تفضل دخول المقاتلين الأكراد، لكنها تأثرت بالأوضاع العامة وتبحث عن حسم من قبل أي طرف، رغبة منهم في انتهاء القصف والمعارك والحصار”.
وتميل كفة القوة العسكرية على الأرض “لصالح تنظيم الدولة الذي استعاد زمام المبادرة، وقد انضمت أعداد كبيرة من مقاتلي الفصائل إليه، وهم من الذين سبق أن ألقوا السلاح تجنبا للدخول في الاقتتال الداخلي بين الفصائل”، بحسب المصدر الذي قال إن “سكان المدينة يخشون دخول قوات سوريا الديمقراطية وارتكابها انتهاكات ارتكبتها سابقاً في مناطق عربية سبق أن سيطرت عليها، من هدم للمنازل، وحملات اعتقال، وتهجير وإجبار على أداء الخدمة الإلزامية ضمن وحداتهم”.
وأوضح يوسف صالح، وهو من أوائل الناشطين الميدانيين في مدينة منبج وعضو مؤسس تنسيقية مدينة منبج، أن قوات سوريا الديمقراطية هي قوة كردية بالكامل حيث لا توجد فيها قيادات عربية إطلاقا، بل مجرد عناصر كواجهة ليرسلوا رسالة بأنها قوات تجمع عربا وأكرادا، ومن يشارك فيها هم من تبقى من لواء الحرمين الذي تتواجد قياداته وأغلب عناصره في تركيا ودخل إلى الحسكة من تركيا قبل ثلاثة أشهر وانضم للقوات الكردية، إضافة إلى كتائب شمس الشمال، وهي مجموعة صغيرة من أكراد مدينة منبج وهي قوات ليست عربية أيضا.
وأكد يوسف صالح أن “الوضع العسكري لا يبدو قريب الحسم لأي طرف، فقوات سوريا الديمقراطية بدأ التململ في صفوفها، خصوصا مع تزايد الخسائر التي منيت بها في الجبهة الجنوبية للمدينة على محور الصوامع التي دخلوها قبل يوم، ثم تراجعوا عنها بعد ضربات بالعجلات المفخخة”، حسب قوله.
وأضاف: “إننا كمدنيين بدأنا ندفع ثمنا أكبر من أن نتحمله، وهو خشيتنا من القصف، وقد سمحت قيادات تنظيم الدولة للمدنيين بالخروج ليلا فقط للفرن من أجل شراء الخبر خشية قصفهم من قبل التحالف الذي يقصف أي تجمع في المدينة بغض النظر عن كونه مدنيا أو عسكريا”، وفق قوله.
من جهة أخرى، قال مازن ارشيد، أحد سكان المدينة: “نستغرب من التحالف والقوات الكردية الانتقام من المدنيين بعد أي خسارة يتعرضون لها من قبل مقاتلي التنظيم، حيث إنني خسرت أقاربي بقصف من طيران التحالف، علما بأنه لا وجود للتنظيم في الحي الذي قُصفوا فيه، فهم يحاولون دفع المدنيين للنزوح حتى تدخل القوة الكردية وتفعل ما فعلت في أماكن أخرى حيث هجرت العرب”.