ويقول سكان البلدة الصغيرة التي لا تبعد كثيرا عن العاصمة دمشق، إنهم يموتون من الجوع نتيجة لهذا الحصار الطويل الذي فرضته القوات الموالية لنظامبشار الأسد.
المجاعة بمضايا .. يناير/كانون الثاني 2016 (ناشطون) |
فقد ألجأ الجوع الناس لأكل أوراق الشجر والأعشاب وشرب المياه العكرة، والأرز يباع بالغرام لأن الكيلوغرام منه يتكلف نحو 250 دولارا، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد اضطر البعض لذبح وأكل حيواناتهم الأليفة.
ويقول أحد النشطاء واسمه لؤي إن “الناس يموتون ببطء”، وهو نفسه ضعف صوته من طول فترة الجوع. ويضيف “كان لدينا بعض الزهور تنمو في الأواني في المنزل، واضطررنا أمس الأول لقطفها وأكلها رغم مرارتها الشديدة”. ويستطرد لؤي “لقد اعتدنا القول إنه لن يموت أي أحد من الجوع، لكننا رأينا بأعيننا أناسا يموتون فعلا من الجوع”.
وتشارك النشطاء صور المآسي المرتسمة على وجوه الناس، والأطفال خاصة، من شدة الجوع ومنها غلام صغير في عربة أطفال لا يكاد يستطيع الجلوس فيها لصغر حجمها بالنسبة له نظرا لضعفه الشديد وعدم قدرته على المشي.
وآخرون ممن يستطيعون الحركة يجازفون بحياتهم وهم يحاولون جمع النباتات من حقول الألغام المنتشرة في ضواحي البلدة، ومع ذلك لم يسلم العديد منهم، وفقد بعض أعضاءه.
ويقول إبراهيم عباس، وهو منشق عن الجيش السوري، إن “الناس سواء كانوا رجالا أو نساء أو أطفالا، وسواء كانوا في السبعين أو العشرين من عمرهم، فقد الواحد منهم نحو 15 كيلوغراما من وزنه”. وأضاف “لن ترى طفلا إلا وعيناه غائرتان في وجهه ويحدق من شدة الجوع”.
ويقول سكان البلدة المحاصرون إنهم يعاملون كبيادق في لعبة السلطة المعقدة ويعاقبون على معاناة قريتين تبعدان مئات الكيلومترات تحاصرهما القوات المناهضة للحكومة، حيث استولى ائتلاف ما يعرف بـ”جيش الفتح” على مساحات واسعة من نظام الأسد في شمال غرب سوريا محاصرا جيبين للشيعة في محافظة إدلب هما الفوعة وكفريا. ولهذا يصب النظام غضبه على بلدة مضايا والزبداني المجاورة.