يعود العيد ليمر على الشعب السوري المعذب في عام الثورة الثامن بمزيد من الألم والحزن والفقد الذي يذيب قلوب السوريين المعذبين في الداخل والخارج.
بدأ عيد الفطر هذا العام مختلفا تماما عن الأعياد السابقة على الرغم من ضحكات الأطفال التي سرعان ماتتلاشى عندما يتذكرون آبائهم الذين استشهدوا بقصف روسيا والنظام، وأجمع السوريون أن هذا العيد مختلفا تماما، فأهل الغوطة ليسوا فيها وأهل دمشق الجنوبية هجروا منها وأهالي الضمير والقلمون وريفي حمص وحماة أُخرجوا وهجروا من بيوتهم تحت التهديد بالقتل ومواجهة مصير الغوطة الشرقية ليبدأوا حياتهم الجديدة.
صحيح أن الأطفال تبدو على وجوههم بعض الضحكات والابتسامات المجهولة لكن الحزن خيم على قلوب الرجال والنساء على من فقدوا من أهل وأقرباء وأصدقاء وألما على فراق أرض رووها بدماء أبنائهم ودار وبيت بنوها بسواعدهم وأحباب تعودوا أن يكونوا مؤنسين لهم.
يقول أبو فريد وهو أحد المهجرين من ريف إدلب الشرقي ويسكن في ريف حماة الغربي أن حاله أفضل من حال أهالي حمص وحماة ودمشق وريفها لأنه يستطيع الذهاب إلى مشارف قريته ويرى بيته من بعيد ويشحن روحه بحب الوطن ويذرف الدموع على بيته الذي بناه مع زوجته عندما كانا في ريعان الشباب فهو يحمل كامل ذكريات الحب بينهما إلى أن أتى بشار الأسد وموالوه ليحرقوا تلك الذكريات.
في كل عيد يتذكر الآباء والأمهات أبنائهم وأحبابهم ممن فقدوهم بقصف أو مجزرة فالأسد وحلفائه لم يتركوا إلا تلك الذاكرة المؤلمة التي توقف قلوبهم وتدمع عيونهم، وفي كل عيد تنتظر الزوجة زوجها المعتقل التي لا تعلم شيئ عنه سوى أنه معتقل لدى النظام وفي أحد المعتقلات.
يقول أبو عمر وهو مهجر من الغوطة الشرقية ويسكن مع زوجته وأطفاله غرب حماه إن العيد غرب حماة أفضل من العيد في الغوطة تحت القصف والجوع والخوف فأنا أستطيع أن أرى أولادي فرحين ويأكلون الحلوى التي لم يأكلوها خلال سنتين في الغوطة.
أم محمود نازحة من إحدى قرى ريف حماة الغربي والتي تتمركز فيها قوات النظام اجهشت بالبكاء على ولدها الشهيد وهي تضع يديها على تراب قبره وتحركهما يمينا ويسارا وكأنها تتحسس جسمه الذي طالما تعودت عليه وغسلته وألبسته وهي تقول له شلونك يامحمود اشتقتلك ياحبيبي.
كان السوريون يحلمون أحلاما يتمنون تحقيقها بأن يحسنوا ظروفهم المعيشية وكان منهم من يريد أن يصبح مهندسا وآخر طبيبا ومدرسا وتاجرا لكن الأسد أحرق البلد وقتل الأحلام الصغيرة فعاد السوريون ليتحدوا بحلمهم القادم وهو إسقاط النظام.
المركز الصحفي السوري — خاطر محمود