أصبحت القضية السورية ثانوية لدى الإعلام العالمي في ظل الصراع الإيراني الأمريكي، وتطور العلاقات التركية الروسية، بينما مجلة بريطانية ناطقة باللغة الإنجليزية تتحدث عن رأس النظام وتصف انتصاره بالفارغ .
نشرت مجلة ” إيكونوميست ” بالخط العريض على افتتاحية عددها الأخير ” انتصار الأسد فارغ ” وتضمنت المجلة تقرير شامل عن الحرب الأهلية منذ بدايتها ومعاناة شعبها، حتى وصلت أبواب ومحيط إدلب إلا أنها كتبت ” سيطرة النظام على محافظة إدلب لن تنهي الفوضى التي تسببت بها الحرب في الداخل والخارج ” .
افتتحت المجلة تقريرها بوصف لعدة لحظات التقطتها عدسات النشطاء و الصحفيين أثناء الحملة العسكرية على إدلب ” بعد ثمانية أعوام من الحرب الوحشية، لاتزال الصور قرب قرية حاس جثة طفل مقطوع الرأس بين أنقاض بيت تعرض للقصف، وفي بلدة أريحا، بنت صغيرة معلقة في بناية من عدة طوابق فوق حطام بناية أخرى، فيما ينظر والدها برعب ” .
كما أوضحت المجلة أن المعارضة وصلت إلى مرحلة قادرة على إسقاط النظام وإزاحة رأسه عن الحكم لولا تدخل القوتين روسيا وإيران لإنقاذه، وكتبت عن محاصرة المدن وتجويعها والتهجير القسري واستخدام أسالبيب محرمة دولياً لفرض سيطرته على مناطق كانت تحت سيطرة المعارضة .
و ذكرت ما هو موقف الدول في الآونة الأخيرة ” مع قرب نهاية الحرب فإن الحكومات الغربية بدأت في مناقشة إمكانية الاستثمار في عملية الإعمار، ومن المحتمل ألا تساعد أمريكا، التي لا يحب رئيسها إنفاق أموال في الخارج، فيما يجد نواب الحزبين في الكونغرس فكرة مساعدة الأسد، بغيضة، أما الاتحاد الأوروبي فيشترط الاستثمار في عملية إصلاح سياسي، ولا يوافق أعضاء الاتحاد كلهم على هذه الفكرة، وتحاول بعض الدول الأوروبية تبرير التحرك سريعا بمواقف إنسانية، وتقول: (هل تمنح أحدا زجاجة ماء أو تبني أنبوب مياه)، فيما يقول آخرون إن الاستثمار قد يقنع الأسد بالمشاركة في السلطة، ويقول أحد مسؤولي السياسة الخارجية في بروكسل : (هناك فرصة حقيقية للحصول على نفوذ حول نتيجته) ، مع أنه تعلل بالأماني ” .
وأضافت ” ربما بحثت سوريا عن دول أخرى مثل الصين التي لا تهتم بحقوق الإنسان، إلا أن الوضع السوري لا يحفزها على تحقيق الأرباح من وسط الحطام، وبالنسبة لحليفتي النظام روسيا وإيران، فهما تعانيان من آثار العقوبات الأمريكية والأوروبية، ولا تستطيعان الدخول في مناقصات إعمار تقدر قيمتها بـ250- 400 مليار دولار أمريكي”.
و اختتمت المجلة تقريرها لم يعد بالاستطاعة البحث عن نهاية سعيدة للحرب والثورة في سوريا لأن الذين شاركوا في هذه الثورة ادركوا ذلك الأمر، ومن الأرجح أنهم نسيوا ذلك لأنهم موزعين ولديهم هموم أخرى كالبحث عن وظيفة وتعلم لغة بلد أخر، وبناء حياة جديدة، ولايوجد لديهم أمل في نهاية الحرب ميقنين أن الفساد والانتهاكات التي قامت الثورة ضدها في ٢٠١١ أصبح الواقع الآن أكثر سوءا مما كان عليه .
رياض محمد – المركز الصحفي السوري