صحيفة الحياة اللندنية – محمد برهومة
هناك مساحة ملتبسة في شأن موقف مصر من بقاء الأسد، وثمة من يقول أن القاهرة متوافقة مع موسكو حول هذا الأمر، ولفت الكاتب إلى أن الموقف المصري يميل إلى التمييز بين الدولة والنظام السوريين، مبرزا تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري عندما قال: إن “شخص الرئيس بشار الأسد شيء ومؤسسات الدولة السورية شيء آخر، ويجب النظر إلى الفرق بينهما، فبقاء شخص بعينه في السلطة يعني الشعب السوري ولا يعنينا، ما يهمنا بقاء مؤسسات الدولة”، ورأى الكاتب أن هذه المقاربة تنسجم عربياً مع موقف الأردن والإمارات وتونس وربما الجزائر، وهي قد تفسّر تصريحات الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بأن حلّ الأزمة السورية قد لا يحدث في ولايته، وأوضح أن ذلك ربما يقدّم، كذلك، تفسيراً لسبب قصف الولايات المتحدة قبل أيام موقعَ لـ “جبهة النصرة” في إدلب، إذ كانت الرسالة المبطنة للقصف تقول: “لا ينبغي للنصرة، وتالياً لجيش الفتح، أن يتمددا نحو دمشق والساحل حتى وإن بدا النظام وحلفاؤه غير قادرين على منع ذلك”، ونوه الكاتب إلى أن مصر ستحاول إقناع من يحضر مؤتمر “القاهرة – 2” من المعارضين السوريين، وليس من ضمنهم “الإخوان المسلمون”، بأن تحقيق تطلعات الشعب السوري المشروعة للتغيير يتم من خلال الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومؤسسات الدولة فيها وعلى رأسها الجيش، ورفض الربط بين رحيل الأسد عن الحكم، وانزلاق البلاد إلى الفوضى، مبرزا ن تلك هي أولويات مصر في سورية، وهي ما ستحاول عرضها في “القاهرة – 2” الذي تؤمّل مصر بأن يخرج عنه ميثاق وطني وخريطة طريق ولجنة سياسية تتابع مخرجاته.