دعا نائب تونسي، الرئيس قيس سعيّد، لاستخدام ورقة اللاجئين في التعامل مع أوروبا (على الطريقة التركية)، منتقدا خطاب سعيد الأخير الذي حمّل فيه الطبقة السياسية مسؤولية “الهجرة السرية” إلى أوروبا.
وكان الرئيس قيس سعيد طالب بوضع حد للهجرة السرية في البلاد، محملاً الطبقة السياسية مسؤولية الأوضاع الاجتماعية المتردية والتي دفعت الشباب التونسيين للانخراط في هذه الظاهرة. كما أكدت حرصه على حماية السواحل ومعالجة ظاهرة الهجرة السرية، مؤكدا أن حل هذه الظاهرة لا يجب أن يكون أمنيا فقط، بل يجب أن يتضمن معالجة الأسباب الاقتصادية والاجتماعية التي تدفع الشباب التونسي للسفر عبر قوارب الموت.
وجاءت تصريحا سعيد بعد أيام من لقائه بوزيرة الداخلية الإيطالية لوتشيانا لامورجيزي، حيث شدد الطرفان على ضرورة التعاون لمعالجة ظاهرة الهجرة السرية، معتبرين أن الحلول الأمنية لا تكفي لمعالجتها.
وعلقّ النائب ياسين العيّاري عل تصريحات سعيد، في تدوينة طويلة على موقع فيسبوك، قال فيها “ليست قوارب “هجرة سرية/ لا شرعية / لا نظامية” كما يدعونها اليوم. هي فقط.. قوارب البحث عن الأحلام! والأحلام هي أول حقوق البشر! هي ليست إلا كتل أخشاب وأحلام.. كتلك التي حملت الإرلنديين والإيطاليين للأرض التي حملت لها الأخشاب والأحلام كريستوف كولمبوس. الأسطورة المؤسسة لهذا البلد، قامت على أحلام أميرة فينيقية هاربة على أخشاب عبر المتوسط. أحلام الفيكينغ وأخشابهم، قادتهم للفاهلالا عبر باريس وممالك سكسونيا (…) التاريخ بني حول أحلام وأخشاب!”.
وتساءل بقوله “لماذا هجرة الإيطاليين لأمريكا عبر البحر إسمها البحث عن الحلم الأمريكي وهجرة التونسي إسمها “هجرة سرية/ لا شرعية / لا نظامية”؟ لماذا هجرة “المعمرين” الإيطاليين لإفتكاك أخصب الأراضي إسمها إعمار وهجرة التونسي إسمها “هجرة سرية/ لا شرعية / لا نظامية”؟ لماذا حين يأتي الإيطالي هنا إسمه مغترب وحين يذهب التونسي هناك، إسمه مهاجر؟ المؤسف، أنه لم تبقى أحلام سهلة هنا، بعد عشرات العقود من الإستعمار والإستغلال وبيع السلاح ونهب الثروات ودعم حكم اللصوص والتدخل السافر، لم تبقَ إلا الأخشاب، تبحر وتلاحق الأحلام”.
وأضاف مخاطبا سعيد “سيدي الرئيس لستَ حارسا لحدود أوروبا، تلك حدودهم! الجيش سور للوطن، وطننا لا وطنهم يحمي فقط حدودنا! جيشنا أولى بملاحقة سفنهم التي تصطاد بلا رقيب في مياهنا الإقليمية، لا ملاحقة الأحلام! وإن هددوك بقطع ملاليم المساعدات، ذكرهم أن هناك مليون بطال، يبحثون عن الأحلام، قد يرغبون في جولة في المتوسط إن إستمرت وقاحتهم!”.وكانت السلطات الإيطالية كشفت أخيرا عن وصول أكثر من 5 آلاف مهاجر سري انطلقوا من السواحل التونسية إلى إيطاليا منذ بداية العام الحالي، بينهم أكثر من 4 آلاف تونسي.
نقلا عن القدس العربي