ازدادت حاجات الإنسان اليومية؛ فمنذ ولادته نجد أنفسنا أمام طفل بحاجة لغذاء مكمل لحليب الأمهات مثلا، وتنوعت وتطورت على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والحضاري للمجتمع الذي يعيش فيه, فهي حاجات متجددة باستمرار بات لابد من إشباعها.
يسعى الإنسان في نشاطه اليومي لإشباع تلك الحاجات من خلال الحصول على المنتجات من سلع وخدمات, وللحصول على منتجات فهو بحاجة إلى موارد مختلفة (الأرض الآلات والموارد الأولية وغيرها) بيد أن جميع تلك الموارد محدودة الكمية وتميل إلى النضوب كالنفط مثلاً الذي يهدد نضوبه كثيرا من الاقتصادات التي تعتمد عليه بشكل أساسي, وطبعاً على عكس حاجات الانسان التي لا تنتهي أبداً, فلا بد من إيجاد توافق بين الموارد المحدودة التي لا تكفي لحاجات الانسان المتزايدة وغير المحدودة.
وما فعله علم الاقتصاد أنه سعى لإيجاد وسائل مثلى لخلق تلك الموائمة والتوافق بين الموارد والحاجات, فقد درس الكيفية التي تستخدم الموارد المحدودة لإنتاج مختلف السلع والخدمات وتوزيعها على أفراد المجتمع لاستهلاكها بالصورة التي تحقق أفضل مستوى في إشباع حاجات أفراد المجتمع, فهو يعتبرعلما حديث النشأة بالنسبة للعلوم الاجتماعية.
فقد ظهر نتيجةً تفاقم المشكلات الاقتصادية التي أتت بعد الثورة الصناعية التي أدت بدورها إلى تطورات كبرى في توسع عمليات التبادل التجاري وحدوث تحولات كبرى على كلا النشاطين: الاقتصادي والزراعي بسبب ظهور المصانع واستخدام الآلات, وتلك المشاكل لم تكن معروفة من قبل استدعى ذلك البحث عن حلول لمعالجتها, كان ذلك من خلال إسهامات وآراء المهتمين لإيجاد حلول ودراسة الوقائع الاقتصادية التي ساهمت في تطور الفكر الاقتصادي.
إنه علم دراسة طرق استخدام الموارد الاقتصادية وتحليل التكاليف والمنافع, ويدل على تحسين وسائل استخدام الموارد بقصد تلبية حاجات أفراد المجتمع المتطورة, فهو يدرس بشكل أساسي الأنشطة المتعلقة بالإنتاج والتوزيع والتبادل والاستهلاك فهو يتعدى حدود النشاط الاقتصادي الصرف.
وكما يعتبر علم الاقتصاد فرعا من العلوم الاجتماعية, فهو يتأثر أيضاً بعلوم كثيرة كعلم السياسة وعلم النفس والتكنولوجيا وعلوم أخرى كثيرة يمكن أن يكون لها تأثير عميق على سلوك النظام الاقتصادي, ونتيجة لذلك لا يمكن فصل علم الاقتصاد عن العلوم الأخرى, فهو يستقي من دراسات تلك العلوم في تطوره, فدراسة سلوكيات الانسان وتوجهاته يحتاج إلى أبحاث في علم الاجتماع, ولإثبات النظريات الاقتصادية وقياس النتائج وإحصائيات شتى العينات في بحث سلوكيات المستهلكين لابد من استخدام كلاً من علم الرياضيات وعلوم الاحصاء والكثير من العلوم التي تعتبر على صلة وثيقة بعلم الاقتصاد, فارتباط هذا العلم بعلوم متعددة جعله يقدم منطقاً للاختيار العقلاني وتقريراً سليماً للحقيقة وللنماذج الواقعية في سلوك الانسان.
إن تطور علم الاقتصاد محكوم بمدى اسهاماته في حل المشكلات الاقتصادية بطريقة علمية وعملية في آن وتطبيق النتائج لتحقيق زيادة في لرفاهية الاقتصادية للمجتمع.
المركز الصحفي السوري- أسماء العبد