دير الزور (قاسيون) – قضى ٢٣ مدنياً نَحبهم فجر الثلاثاء، وأصيب أكثر من ٤٠ آخرين بجروح، إثر غارات شنتها طائرات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على مدينة «البوكمال» في ريف دير الزور شرق سوريا.
وقالت وكالة الأنباء الألمانية، إن طائرات التحالف شنت غارات على مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى بينهم لاجئون عراقيون، مضيفة أنها استهدفت محطة «الأحمر» النفطية بمحيط بلدة «حسرات» قرب البوكمال بعدة غارات، وألقت قنابل ضوئية.
وأشارت الوكالة إلى أن طائرات التحالف قصفت حي «اللابد» بمدينة «موحسن» بغارة جوية وسط أنباء عن إصابات بين المدنيين.
ونقلت الوكالة عن ناشط ميداني قوله إن كثافة الغارات على دير الزور جاءت على خلفية أنباء تتحدث عن هرب زعيم تنظيم الدولة الإسلامية «أبو بكر البغدادي» من العراق، ودخوله الأراضي السورية.
يأتي هذا في الوقت الذي لم تصدر فيه قيادة التحالف الدولي -حتى هذا التوقيت- أي بيان توضح فيه ماجرى.
وكان ١٠ مدنيين قتلوا بينهم سيدتان وطفل، إثر غارات لطيرات التحالف كذلك يوم أمس على قرية «الحسينية» غرب دير الزور، حيث استهدف بـ١٢ صاروخاً مبانٍ سكنية في القرية.
وقبل يومين قتل ٨ مدنيين عقب غارات لطيران التحالف على بلدة «السكرية» في ريف دير الزور، وهم نازحون من مدينة حلب.
وفي الثامن من نيسان الجاري، قضى ١٣ مدنياً نَحبهم، وأصيب العشرات بجروح إثر غارات شنتها طائرات التحالف الدولي على (صالة إنترنت) في قرية «هنيدة» الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية غرب الرقة، معقله الأبرز في سوريا، وذلك كـ «إسناد جوي» لقوات سوريا الديموقراطية التي تتلقى دعماً أمريكياً للسيطرة على المدينة الاستراتيجية.
وتشهد محاور مدينتي الرقة والطبقة وريف دير الزور اشتباكات بين قوات سوريا الديموقراطية، وبين التنظيم الذي يكافح للحيلولة دون وصول تلك القوات إلى عاصمة «خلافته الإسلامية» في سوريا، رغم انحسار مناطق سيطرته لحساب جميع الأطراف.
وسبق أن قتل المئات من المدنيين في قرية «المنصورة» القريبة من الرقة كذلك، وأعلن البنتاغون حينها أنه تلقّى إحداثيات بوجود عناصر لتنظيم الدولة في المكان المستهدَف.
ويتهم ناشطون وعاملون في مجال حقوق الإنسان قوات سوريا الديموقراطية (قسد) ذات الغالبية الكردية بقيامها بعمليات «قتل متعمد» عن طريق الإحداثيات التي تزود بها طائرات التحالف الدولي، وتهدف -حسب ناشطين- إلى دفع المدنيين لترك منازلهم إلى مناطق أخرى في سوريا، معتبرين ذلك أنه «يغير من ديموغرافية المنطقة، ويزيد من تشبّث المدنيين بتنظيم الدولة الإسلامية»، وهو ما يستغله تنظيم الدولة بطبيعة الحال عن طريق إصداراته المصوَّرة، والتي يظهر من خلالها نفسه على أنه (الضامن الوحيد) لحقوق المدنيين السوريين المسلمين السنة، المهددين وجودياً في المنطقة. على حد اعتباره.
المصدر:وكالة قاسيون