وكشف مواطن مؤيد لنظام بشار الأسد من منطقة جبلة في ريف اللاذقية، مختاراً اسماً مستعاراً “أبو وهيب”، نتيجة الوضع الأمني في المنطقة، لـ”العربي الجديد”، أنّ النّاس هناك كانت تعتقد أنّ روسيا بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين ستخلّصهم من خطر “التكفيريين” و”استعباد الإيرانيين”، الذين باتو يتحكّمون بكل مفاصل الجيش والأمن في الدولة تقريباً.
وبحسب “أبو وهيب”، ما هي إلا أسابيع وأشهر قليلة حتّى تبين أنّ الشعب “طلع من تحت الدّلف وراح لتحت المزراب”، وفق تعبيره، مشيراً إلى أنّ “التدخل الروسي لم يكن لسواد عين السوريين إنّما لمصالح روسيا، وهي كف نفوذ إيران عن سورية، ونهب خيرات الساحل السوري”.
وقال مؤيد آخر، يدعى “مصطفى الجبلاوي” لـ”العربي الجديد”، إنّ “مظاهر الفرح التي عمّت وسائل الإعلام السورية والعربية والأجنبية التابعة والموالية لنظام الأسد عند إعلان دخول روسيا الحرب في سورية دعماً لنظام الأسد، قد تلاشت في هذه الأيام”.
وتابع مصطفى أنّه “في بداية التدخل الروسي بدأ المواطنون بتغيير صور المرشد الإيراني علي خامنئي وصور نصر الله التي كانت توضع إلى جانب بشار الأسد، بصور بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، كما استبدلوا أعلام حزب الله بالأعلام الروسية، لكن اليوم يعاملهم الروس بالعنجهية ذاتها إذ سيطروا على معظم منطقة حميميم وبعض النقاط في ساحلي طرطوس واللاذقية، ومنعوا المدنيين من الاقتراب منها، بينما يتجولون براحتهم في المناطق السورية، ويتصرفون بفوقية”.
ولفت إلى أنّ “الأسد من خلال فتح كل شيء للروس في سورية مكّنهم من التسلط على رقابنا، مثل الإيرانيين وحزب الله، إذ لم يكن يتجرأ أي مدني أن يخالف عنصرا إيرانيا أو من الحزب، واليوم يتكرر الأمر ذاته لكن مع الروس، الذين يظنون أنفسهم أرقى منّا بشقارهم وزرقة عيونهم”.
وأجمع مواطن آخر على سوء معاملة الروس للسوريين، مضيفاً “أنّ الرّوس وعدوا بتخليص الساحل من خطر الإرهابيين ولكن الساحل تعرض لأكبر الهجمات التفجيرية بعد تدخلهم ولم يتمكنوا بعد سنة كاملة من التدخل، من طرد التكفيريين من جبلي التركمان والأكراد”.
ويتعرض نظام الأسد لانتقادات كثيرة حول كيفية تعاطي الروس معهم، وكان آخرها عندما زار بشار الأسد القيادة الروسية في قاعدة حميميم في ريف اللاذقية، بعد استدعاء وجّه له من تلك القيادة.
العربي الجديد