حصل العالم السوري الشاب علاء الدين سبيعي -الباحث بجامعة كورنيل بالولايات المتحدة- على براءة اختراع أميركية ستتحول قريبا إلى براءة اختراع عالمية، بعد اختراعه مادة كيميائية يمكنها إزالة الشوائب العضوية من المياه بسرعة تتجاوز مئات الأضعاف جميع المواد المستخدمة حاليا في معالجة المياه بالعالم، وبأرخص التكاليف على الإطلاق.
الاختراع الذي أحدث ضجة كبيرة في الأوساط العليمة بالعالم، نشرته مجلة نيتشر العلمية قبل أيام نظرا لأهميته وتأثيره الإيجابي والفعال على مستقبل تنقية المياه على سطح الكوكب.
يقول سبيعي، في حديث مع الجزيرة نت، إن المادة التي اخترعها عضوية بولميرية، ذات مسامات نانوية، يتم تصنيعها بخطوة كيميائية واحدة، وهي رخيصة جدا وغير مضرة بالبيئة لأنها مشتقة من مواد سكرية.
هذه المادة -كما يشرح العالم السوري- إضافة لقدرتها على إزالة الشوائب العضوية من المياه بسرعة تتجاوز بمئات الأضعاف جميع المواد المستخدمة حاليا في معالجة المياه بالعالم وكونها أرخص من جميع هذه المواد، يمكن إعادة تدويرها بسهولة كبيرة بمجرد تمرير مادة الكحول الطبية عبرها لتصبح بعد ذلك جاهزة للاستخدام مرة أخرى، أي يمكن استخدامها لعشرات السنين، وهو ما لا يتوفر في المواد والتقنيات الحالية المستخدمة لمعالجة المياه التي تستخدم فقط لبضعة أشهر ثم ترمى بعد ذلك لأنها تصبح غير فعالة وغير قابلة لإعادة التدوير.
الميزة الأهم بالاختراع -وهي التي تسببت باهتمام الأوساط العلمية- تكمن في أن هناك سباقا عالميا لتطوير طرق فعالة لإزالة الشوائب العضوية مثل المواد الدوائية والمبيدات الحشرية وغير ذلك من المياه، وهذه الشوائب لم تتمكن أي تقنية بالعالم من إزالتها بسبب صعوبة ذلك، والأخطر من ذلك أن هذه الشوائب تتسبب بأمراض خطيرة بالولايات المتحدة ومختلف دول العالم، لكن اختراع سبيعي يمكِّن الحكومات وحتى الأفراد من إزالة جميع الشوائب العضوية بشكل فوري فقط بتمرير المياه الملوثة عبر هذه المادة الكيميائية ودون الحاجة لمعالجة المياه بعد ذلك.
وسيكون لهذا الاختراع استثمار اقتصادي منافس ليس لتفرده فقط وقدرته على إزالة جميع أنواع الشوائب من المياه، بل لكونه أرخص من كل تقنيات المياه الحالية، ويمكن أن تؤدي لتوفير مئات الملايين من الدولارات التي تصرف على معالجة المياه.
يُشار إلى أن سبيعي حاصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء العضوية في تقنية النانو من جامعة ألبرتا بكندا، وذلك بعد أربع سنوات ونصف السنة من الأبحاث بمركز الأبحاث القومي لتقنية النانو التابع للحكومة الكندية بجامعة ألبرتا.
ويعمل ذلك العالم العربي حاليا باحثا بقسم الكيمياء والبيولوجيا بجامعة كورنيل في نيويورك ضمن مجموعة بحثية كبيرة مؤلفة من حوالي عشرين باحثا، ويترأسها البروفيسور وليام ديكتيل أحد أشهر الأسماء بالأوساط العلمية العالمية في مجال تقنية النانو.