بين عمر لا ينتظر وظروف اقتصادية وأمنية تزداد صعوبتها وحياة اجتماعية تأثرت بجميع مستوياتها بشكل ملحوظ في الثورة السورية .
بيت مستقل، ومهر يقدر بحوالي500 دولار ، وألبسة من أغلى الماركات ،وحفلة زفاف فخمة، كل هذا كان أساسياً قبل الأزمة التي عصفت بسوريا، لكن بعد اندلاع الأحداث تغيرت الكثير من الأولويات .
كانت الحرب وهجرة الشباب السبب الرئيسي لتغير عادات الزواج في سوريا ، في السابق بعد أن يطلب الشاب الفتاة تقوم عائلتها بالتحري عن سمعته ومكانته الاجتماعية للموافقة عليه، أما الآن يتم تواصل أهل العروس مع العريس إما عن طريق والديه أو عن طريق الإنترنت، إذ أن كثير من الحالات يكون العريس غائباً، فهو إما مسافر خارج القطر أو في منطقة أخرى من سوريا .
تقوم الأم بدور العريس قبل رحلة إرسال العروس إليه ، فهي تقوم بشراء المحبس وقطعة بسيطة من غرامات الذهب المرتفعة السعر إذ بلغ سعر غرام الذهب أكثر من 12ألف ليرة أي 30دولار للغرام الواحد، و بحضور الأقارب والجيران تتم الخطوبة.
“زينة” فتاة من مدينة حمص تقدم لخطوبتها أهل شاب نازح في ألمانيا ،كان الحفل عارماً بالفرح، تقول أخت العريس: “كنت أقوم بإرسال مقاطع الصوت لأخي لحظة بلحظة ،من زغاريد وصور عبر الواتس أب، محاولة مني إيصال ولو جزء بسيط من فرحتنا بخطوبته” وتضيف، لم يحضر أغلب أفراد العائلة بسبب صعوبة السفر في هذه الايام فكان الواتس أب والفايبر وغيرهم هم وسيلة لنقل خطوبته لحظة بلحظة.
بعد رحلة الخطوبة التي يمكن أن تستمر طويلاً، يبدأ التحضير لحفل الزفاف فالعديد من العائلات ترفض إقامة حفلات صاخبة مراعاة لأهالي الضحايا مقتصرة مراسم الزواج على المقربين من العائلة وإقامته بحدود ضيقة داخل منزلهم.
كما أن الحرب السورية غيرت الكثير من أوجه الحياة كان لا بد أن يتغير شيء في تقاليد الزواج المعروفة وأن تصبح متناسبة مع الظروف التي تعيشها الأسر السورية داخل البلاد وخارجها معبرة عن نموذج سوري جديد للتأقلم مع تداعيات الحرب.
المركز الصحفي السوري – صبا العمر