مايزال مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية يشهد سوءً في الوضع المعيشي وغلاءً في أسعار المواد الأساسية بشكل كبير، وسط إهمال دولي وضغط على قاطني المخيم للعودة إلى مناطق سيطرة النّظام.
صرّح مدير مكتب الإغاثة في الإدارة المدنية داخل المخيم “محمود قاسم الهميلي” أوّل أمس الأربعاء 1 أيلول/سبتمبر, لمنصّة “SY24” أنّ الوضع المعيشي في المخيم يزداد سوءً, مما يزيد من معاناة الأهالي الذين لم يتلقوا منذ أكثر من سنة ونصف أي مساعدات من قبل الأمم المتحدة أو المنظمات الإغاثية الأخرى، وسط تلك الصحراء القاحلة, على حدّ تعبيره.
أضاف الهميلي أنّ أكثر من 60 بالمائة من أهالي المخيم يعتمدون على الخبز والشاي كوجبة رئيسية, فيما يمضي البعض يومه على فتات الخبز اليابس, واصفاً حال النازحين هناك بــ “المزري جداً”.
وعن ارتفاع أسعار المواد الرئيسية في المخيم يضيف الهميلي أنّ سعر جرّة الغاز على سبيل المثال، وصل إلى 170 ألف ليرة سورية إن وجدت، وكيس السكر 160 ألف ليرة إن وجد، ولتر المازوت 4000 ليرة إن وجد، ولتر البنزين 6000 ليرة سورية إن وجد أيضاً.
وأكّد مصدر خاص من داخل المخيم, لم يرد الإفصاح عن اسمه, للمركز الصحفي السوري أنّ أوضاع النازحين داخل المخيم سيء للغاية في ظلّ عدم وجود أي نقطة طبية وعدم إدخال المساعدات إلى المخيم إلاّ من خلال عمليات التهريب التي تؤدي بطبيعة الحال إلى ارتفاع أسعار المواد أكثر من ثلاثة أضعاف سعرها الأصلي.
وأضاف المصدر ذاته أنّ الأهالي يتعرّضون لضغوط كبيرة من حيث منع إدخال المساعدات للمخيم من الأردن أو العراق, بالتزامن مع تشديد القوات المتواجدة على خطوط التهريب بغية إجبار النازحين للعودة إلى مناطق سيطرة النظام, مؤكّداً أنّ النظام يحاول إقناع الأهالي العودة إلى مناطق سيطرته مشيراً إلى أنّه افتتح مراكز في مدينة حمص لتجميع النازحين العائدين فيها مدة أسبوعين، قبل السماح لهم بالعودة إلى بلداتهم وقراهم.
وأشار المصدر إلى وجود أكثر من 1300 شاب ما بين عمر الـ 21 عاماً وما فوق, معّرضون للاعتقال أو الإجبار على الانضمام إلى صفوف جيش النّظام, حيث أنّ الجهات التابعة للنظام التي تتواصل معهم أكّدت أنّه لابدّ أن ينضم الشباب إلى جيش النظام معتبراً ذلك في سياق “خدمة الوطن”.
وأردف المصدر ذاته أنّ قاطني المخيم يطالبون بفتح طريق آمن يضمن وصولهم إلى الشمال السوري، ووضع المخيم تحت وصاية ورعايةدولية, وإيجاد حل سياسي في سوريا يضمن لأولئك النازحين العودة الآمنة لمدنهم وبلداتهم وقراهم.
وكان قد انتقل في وقت سابق قرابة الـ 150 شخصاً من قاطني المخيم, من أصحاب الأمراض المزمنة أو من المنكوبين جداً, بحسب صحيفة “العربي الجديد” برفقة وفد للأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري، إلى مناطق سيطرة النظام في حمص حيث تم إيداعهم في مدارس حي البياضة في المدينة.
الجدير ذكره أنّ مخيم الركبان يؤوي قرابة الـ 12 ألف شخص, معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ وأصحاب الأمراض المزمنة, يعيشون ظروفاً صعبة جداً وصفوا فيها المخيم بأنّه أشبه بــ “معتقل” يفتقد لأدنى مقوّمات الحياة أكثر منه مخيماً يضمن الأمن والأمان لقاطنيه.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع