هُجّر آلاف الطلاب والمعلمين من أحياء حلب الشرقية، عقب سنوات من الحصار والقصف شبه اليومي، الأمر الذي جعل العملية التعليمية تعاني الكثير من التعثر، واليوم شُرد كل هؤلاء الطلاب مع ذويهم في العديد من المناطق، في ظل أوضاع إنسانية مأساوية، ما يعني المزيد من الانقطاع عن التعليم، وبالتالي تهديدا أكبر لمستقبلهم.
وأفادت مصادر، بأن أحياء حلب الشرقية المحاصرة، كانت تضم نحو 10 آلاف طالب، وأكثر من ألف معلم، في حين كانت العملية التعليمية متوقفة بشكل نهائي في الأشهر الأخيرة، بسبب العمليات العسكرية والقصف الذي كان يطاول المدارس.
وأفاد ناشطون من حلب، لـ”العربي الجديد”، بأنه “لا توجد إحصاءات دقيقة للذين وصلوا إلى ريف حلب من مهجّري المدينة، والأمر يشمل الطلاب، فالعائلات لم تستقر بعد، واليوم يتم تكثيف العمل لتأمين المأوى والاحتياجات الأساسية، ومن ثم سيتم العمل على إلحاق الطلاب بالمدارس، وهذا قد يأخذ بعض الوقت”.
من جهته، نقل الناشط الإعلامي عامر هويدي، لـ”العربي الجديد”، عن مدير مديرية تربية محافظة إدلب الحرة، جمال شحود، توقعه وصول قرابة 50% من أطفال أحياء حلب المحاصرة في عمر الدراسة إلى محافظة إدلب، باعتبار أن بعض هؤلاء الأطفال سيتجهون مع أهلهم إلى ريف حلب الغربي أو الشمالي، والبعض سيبقى في أحياء حلب الخاضعة لسيطرة النظام.
وأضاف أن “المديرية أصدرت تعميمات تقضي بقبول الطلاب القادمين من حلب مباشرة، وقبول أي أوراق يأتي بها الطالب، وإن لم تتوفر أوراق، فيتم قبوله في الصف الذي يصرح به حتى يتم التأكد من ذلك؛ كما تم توجيه تعميم إلى رؤساء المجمعات التعليمية في إدلب، يطالبهم بأخذ بيانات جميع المدرسين الواصلين من أحياء حلب المحاصرة، ومن ثم إرسال الجداول لمديرية التربية لتعيينهم”.
ولفت إلى أنه “في حال تجمع الوافدون من حلب في منطقة واحدة، فستعمل مديرية التربية على تجهيز مدارس خاصة بهم، يعمل بها المدرسون الحلبيون”.
وحول توفّر الكتب والقرطاسية، بيّن أن “مديرية تربية إدلب ستوزع النسخ التي تحتفظ بها لحالات الطوارئ على طلاب حلب، في حين يتم التواصل مع المنظمات العاملة في إدلب لتأمين قرطاسية لهؤلاء الطلاب”.
وعن واقع استقبال الطلاب المهجّرين من مدينة حلب والخطط التي يتم العمل عليها في أرياف المدينة، قام “العربي الجديد” بالتواصل مع “مديرية التربية والتعليم في حلب الحرة” ولم نتلق إجابة على أسئلتنا.
يشار إلى أن عشرات آلاف العائلات تم تهجيرها من أحياء حلب الشرقية، عقب اشتداد العمليات العسكرية، حيث تعتبر أكبر عملية تهجير يقوم بها النظام طوال السنوات الست الماضية.
العربي الجديد