” معا سنعيد إعمار سوريا ” شعار تغنت به منظمة طلائع البعث في احتفاليتها الأربعين لذكرى تأسيسها في عهد الأب حافظ الأسد الذي عمل جاهدا على ترسيخ نظامه البعثي في عقول الناشئة الغضة عبر سياسة التصفيق والتمجيد لإنجازاتهم الوهمية.
و تقوم المنظمة المسيرة لخدمة مصالح النظام السوري باستغلال براءة الطفولة و غرس أفكار وإيديولوجية الاستبداد في أذهانهم من خلال النشاطات و ورشات العمل والحفلات التي تقيمها أفرع المنظمة في المحافظات السورية.
و مهمة إعلام النظام أن تنقل نشاطات المنظمة الزائفة التي تمثل دور الأم الحنون في رعاية أبنائها، و كان حفل تنسيب التلاميذ في الصف الأول في إحدى مدارس قرية الغزلانية في ريف دمشق أحدها، حيث تستهدف المنظمة الأطفال في مرحلة التعليم الابتدائية من الصف الأول وحتى الصف السادس.
ويخرج أحد أعضاء القيادة في المنظمة على وسائل إعلام النظام ليتباهى بأهداف الاحتفال وهي تمكين الجيل الجديد من التربية القيمية والمجتمعية، ويترأس الاحتفال رجال الجيش والضباط و أعضاء مجلس الشعب الذين لا تتم احتفالية بدون تواجدهم ليظهروا أمام الإعلام أنهم يشاركون الأطفال فرحتهم وسعادتهم في انتسابهم للمنظمة العظيمة التي ترعى الطفولة.
و لا يكاد يخلو احتفال للمنظمة من تمجيد لبطولات بشار الأسد في محاربته للإرهاب ووقوفه لجانب شعبه، ويصف رئيس بلدية الغزلانية الأطفال بأنهم رديف للجيش الباسل دون خجل أو تردد و كأنه يعيش بكوكب آخر غير دار بما يعانيه شعب سوريا من قمع و تشريد.
“منظمة طلائع الأسد ” تتجرد الطفولة منها عندما نتكلم عن أطفال شردتهم الحرب و نزعت من قلوبهم الفرحة لتكون الخيام ملجأ لهم و مأوى يقيهم من قساوة الأيام و ظلم البشر، وبحسب إحصائية لمنظمة اليونيسيف للطفولة هناك 5,6 مليون طفل في سوريا بحاجة لمساعدة، فضلا عن الأطفال الذين فقدوا ذويهم والذين غرقوا في البحر عبر رحلتهم لبر الأمان في بلاد اللجوء.
أطفال سوريا يعانون الجوع والحصار في معظم المناطق المحررة، رغم ذلك لم تكترث تلك المنظمة التي تزعم أنها تهتم بالطفولة، لتسخر الأطفال في مناطق سيطرة النظام لخدمة مصالحها، ومنها حملة قامت بها عبر مجموعة من الأطفال الشهر الماضي لتقديم التعازي لسفارة موسكو في دمشق بضحايا الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء، ليقدم الاطفال الورود للسفير الروسي ” باسم جميع أطفال سوريا ” و ذلك حسب جريدة تشرين التابعة للنظام.
رغم حيل النظام الواضحة للظهور أمام الإعلام عبر منظماته ومؤسساته إلا أنه لا يخفى عن العالم أجمع مشاركة روسيا من خلال دعمها العسكري للنظام السوري بقتل و تشريد الأطفال مع عائلاتهم، لكنه اعتاد على سياسة التلميع و التظاهر بالمحبة للصديقة روسيا حفاظا على مصالحه معها.
” طلائع الحرية” و طلائع النصر والأمل بعيدا عن نظام البعث والاستبداد سيرسمون بابتساماتهم و آمالهم رغم العناء مستقبل سوريا بإرادتهم و تصميمهم على متابعة الحياة.
سماح خالد ـ المركز الصحفي السوري