محمد البالغ من العمر 13عاماً يعمل كبائع خضار بعد اعتقال والده من قبل أجهزة المخابرات، والدته مريضة بحمى غريبة تدعى حمى البحر المتوسط لديه 5 أخوة أصغر منه سناً، يحصل على 250 ليرة ما يعادل أقل من دولار واحد لكل يوم، محمد يقدم لطفلة أخرى القليل من الخضار لا يأخذ ثمنها، وعندما سألته عنها أجابني بأنها ابنة شهيد من عائلة فقيرة، هم كانوا يلعبون سوياً قبل كل هذا الدمار.
قالت منظمة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن عدد الأطفال الذين تأثروا بالحرب الدائرة في سوريا تجاوز7.3مليون طفل، أكثر من 3ملايين معظمهم بدون تعليم، وأعلنت المفوضية العليا للاجئين والتابعة للأمم المتحدة أن أزمة الأطفال المتفاقمة تخطت رقماً قياسياً، وسوء الوضع المادي لذوي الأطفال السبب الرئيسي في عدم قدرتهم على الذهاب إلى المدارس، ولا يزال العدد بازدياد، إضافة إلى أن هذا العدد لا يشمل مئات الآلاف من السوريين الذين لم يتم تسجيلهم.
يقول محمد:” أنا كنت في الصف السادس عندما غادرت مدرستي، ولم أكمل تعليمي، كنت متفوقاً في دراستي، وقد فقدت الأمل في عودتي إليها بعد أن دمرها الطيران بالغارات الجوية ولم يبق منها سوا الركام، فنحن لا نملك المال لأدرس.
يضيف محمد :” أنا لست الوحيد، أصدقاء دراستي معظمهم حرموا من حقهم في التعليم ومعظمنا الآن دون دفتر وقلم، وكتب علينا أن نكون جيلا أميا”.
في الجانب نفسه قال المدير الإقليمي لمنظمة safe the children (أنقذوا الأطفال) في الشرق الأوسط و أوربا وآسيا ( روجر هيرن) :”إن الأزمة السورية دفعت الملايين إلى الفقر مما جعل عمالة الأطفال تصل إلى مستويات خطيرة ” , فهناك 2.7 مليون طفل سوري انخرطوا في سوق العمل”.
وأضاف :” في الوقت الذي تصبح فيه العائلات أكثر يأساً فإن الأطفال يعملون بشكل أساسي من أجل البقاء على قيد الحياة” .
وعندما سألت محمد عن عمله قال :” أعمل منذ أكثر من سنتين، يجب أن أطعم إخوتي واشتري الدواء لوالدتي فهي بحاجة إليه، كما أن تحاليلها مكلفة، الحياة صعبة جداً وظروفي فرضت علي العمل حتى ولو بأجر منخفض، أنا أصبحت رجلاً ومسؤولاً عن عائلتي لم أعد طفلاً”.
الأمم المتحدة قالت أن سوريا تعد الآن واحدة من أكثر المناطق خطراً بالنسبة للأطفال فالأمر تعدى الموت والإصابة والعمل في سن مبكر، فقد وثقت تجنيد أطفال في سن 12 عاماً لدعم القتال بعضهم خاض معارك حقيقية، أيضاً سجلت الأمم المتحدة أكثر من 278حالة مؤكدة للتجنيد في سن 8 سنوات.
المركز الصحفي السوري . آلاء هدلي