إن كثافة الأخبار خلال الفترة الماضية والتي تتحدث عن مجازر يومية لدبابات النظام يدفع للتساؤل عن نوعية مضادات الدروع التي تستخدم في تدمير دبابات الأسد، فمن قذائف ار بي جي 7، مرورا بالكونكورس وصولا إلى التاو وهو الأشد فتكاً بدبابات الأسد، كما أن جيش الأسد يمتلك ثلاثة أنواع للدبابات فقط وهي ” دبابات تي 55، وتي 62 وتي 72″، ويمتلك مايقارب5000دبابة قبل الأزمة.
الدبابتان تي 62 وتي 55 تتأثران جدا بالعبوات الناسفة والألغام، أما دبابات تي 72والتي تعتبر أفضل ما لديه من الدبابات خضعت لتحديثات ومنها إضافة دروع إضافية. وتستطيع قذائف آربي جي اختراق 600 إلى700 ملم من فولاذ التدريع، وكون هذه السماكة لا تصل في أطراف الدبابة لأقل من 600 ملم، فقد لاقت هذه الدبابة تي 72 مصيرها بقذيفة آر بي جي واحدة.
ولصاروخي كونكورس و تاو القدرة على اختراق الدبابة بسماكة تصل إلى 900 ملم. أما العربات المدرعة بكافة أشكالها لدى النظام “من المجنزرات بي ام بي إلى بي آر تي 60 و بي آر دي ام2 وعربات الشيلكا والجيفوذديكا و الأكاسيا وغيرها من العربات” فهي تمتلك تدريعا رقيقا وتتأثر بشكل كبير بكافة أنواع القذائف(الكتفية أو الصواريخ الموجهة) المضادة للدبابات.
أما باقي العربات فيمكن تدميرها بطلقات أسلحة فردية عيار 7.62 أو ملم فقط 12.7 . أما عن صواريخ “تاو2بي” التي أصبحت بيد الثوار منذ مطلع العام الحالي، والتي كان لها أثر بالغ في صد هجمات قوات الأسد، وفي التقدم الملحوظ للثوار، فقد أثبت فعالية كبيرة بيدهم، فلم تكد تنج دبابة للنظام من فتكه لأن أقل عمق يخترقه الصاروخ 60سم بينما يبلغ التدريع الأساسي لدبابة تي 72الى 56سم فقط في أسمك منطقة للدبابة.
تحتوي هذه الصواريخ المضادة للدبابات على رأس الصاروخ “تاو 2بي” الذي يمتلك حساسين موجهين نحو الأسفل أحدهما مغناطيسي والآخر ليزري” يحددان الهدف لحظة إصابته وأفضل نقطة للإصابة، ومن ثم يطلقان الخارقين ليثقبا سقف الدبابة في نقطتين ويصيبها تماما في اللحظة المناسبة، ويصل مدى هذا الصاروخ حتى 4500 متر.
كما وتحل صواريخ تاو 2بي مشكلة السواتر الترابية، لأنها تمر فوقها دون أن تصطدم بها، كما تفوقت على الدرع المحلي الصنع الذي ركبه النظام على بعض دباباته لأنها تهاجم الدبابة من السقف غير المغطى بهذا الدرع، بالإضافة الى أن استخدامه لا يحتاج لأي تدريب إضافي أو مميز ويمكن أن يطلق من القواعد والمنصات الموجودة حاليا بحوزة الجيش الحر.
ولا يعرف إلى الآن إذا كانت هذه الصواريخ قادرة على أن تفعل ذات الفعل الذي أدته صواريخ ” ستينغر” إبان الحرب الأفغانية من اصطياد المروحيات الروسية، خاصة وأن الطلعات الروسية حاليا أكثر كثافة في سماء سوريا.
ذكرت صحيفة واشنطن بوست:” أن هذه الصواريخ لعبت دورا بارزا في تشكيل ساحة المعركة السورية، بل تحول الصراع إلى ما يشبه حربا بالوكالة بين روسيا والولايات المتحدة”. وكتبت الصحيفة أيضا: “واشنطن بوست” أن السعودية هي من تقوم بتوريد هذه الصواريخ عبر تركيا بموافقة من المخابرات المركزية، والهدف الضغط على الأسد للخروج من السلطة. وأضافت الصحيفة: أن تسليح المعارضة بهذه الصواريخ سيستمر لمنع التوغل الروسي، وبموجب شروط لتسليم هذه الصواريخ بكميات محدودة، وإعادة مالم يتم استخدامه لضمان عدم استخدامها وعدم بيعها.
وسبق للثوار أن ناشدوا واشنطن بتسليحهم بصواريخ ستينغر أو ما يعادلها لمواجهة الطيران، غير أن المسؤولين الأمريكيين يقولون: “إنه من غير المرجح أن تقوم إدارة أوباما بالموافقة على هذه الطلبات التي تم رفضها خشية أن تقع هذه الصواريخ بيد الجماعات المتطرفة”.
لم يحقق النظام السوري أي تقدم استراتيجي على الأرض مكتفيا بانتصارات وهمية بالسيطرة على قرى صغيرة، والتدخل الروسي فضح إمكانات النظام البرية أمام العالم والروس أنفسهم، بينما حقق الثوار تقدمهم في مناطق عديدة من سوريا منذ امتلاك صواريخ التاو النوعية، والتي قامت على إثر امتلاكها بتحقيق تقدم ملحوظ في الحرب السورية.
المركز الصحفي السوري – سلوى عبد الرحمن