يجلس السوري عمران ذو السنوات الخمس داخل سيارة إسعاف مغطىً بالغبار والدماء تسيل من وجهه، قبل أن يحدق مذهولاً في عدسة المصور بعد دقائق على إنقاذه من غارة استهدفت منزله بمدينةحلب، هي صورة أخرى للمأساة السورية المتعاظمة ومصير الأطفال فيها، وتذكر باللاجئ القتيل أيلان الكردي.
لقد فوجئ لدرجة الذهول التي أصابت الطفل “كان خائفاً ومصدوماً، كان جالساً في أمان في المنزل، وربما كان نائماً، وانهار البيت فوقه، “عندما كنا نعالجه لم يكن يصرخ أو يبكي، كان ذاهلاً فقط هذا ما قاله طبيبه الذي عالجه”.
بعد ساعات من إنقاذ عمران وأسرته، سمح الأطباء بخروجه من المستشفى، حيث لم تكن إصابته خطيرة، ولم تتعد بعض الكدمات، وأن أخته الكبرى وأخاه كانا معه في سيارة الإسعاف، ليقضي أخاه شهيداً بعد يوم واحد.
إن الحوادث مثل تلك التي تركت عمران ذاهلاً فزعاً تكثر في حلب التي تعاني من القصف والحصار منذ وقت طويل.
إن عمران بصَمته اختصر مأساة حلب بل مأساة سوريا، بملامح وجهه المعفّر بالدماء والتراب، بعد انتشاله من تحت أنقاض منزله في حي القاطرجي، إثر غارات جوية نفذتها مقاتلات النظام”.
المركز الصحفي السوري – خديجة المرعي