دفء الاحتجاجات تغلب على برودة الجو تحت الصفر! و10 درجات تحت الصفر و15 درجة تحت الصفر بل أكثر في شهر دي (21 ديسمبر2016 -19يناير2017) في أغلب المدن الايرانية حيث تجلت في الحركات الاحتجاجات وغليان المواطنين المطالبين بحقوقهم وحرياتهم.
وهب المواطنون الضائقون ذرعا من مختلف الشرائح الاجتماعية ضد القمع والنهب والظلم الذي فرضه النظام الحاكم للمطالبة بحقوقهم.
ورغم الرقابة الشديدة فان الأخبار المتعلقه بالاحتجاجات واحصائيات الحركات الاحتجاجية في شهر دي قد اخترقت جدار الرقابة والكبت وتسربت الينا وهي كما يأتي:
العمال – 81 حالة
شرائح اجتماعية مختلفة – 64 حالة
سجناء سياسيون – 26 حالة
اضراب عن الطعام في السجون- 11 حالة
احتجاج المغبونين المنهوبة أموالهم – 9 حالات
اضراب واعتصام تجار السوق- 7 حالات
احتجاج الطلاب- 9 حالات
متقاعدون- 5 حالات
المعلمون- 3 حالات
مجمل كل الاحتجاجات المسجلة في شهر دي – 215 حالة
وفيما يلي نماذج من الاحتجاجات في شهر دي:
الحركة الاحتجاجية لعمال معمل هبكو في مدينة أراك بشعار كان المتظاهرون يرددونها في أيام الثورة ضد الملكية والآن كانوا يرددونها ضد ديكتاتورية ولاية الفقيه منها: «لا نخضع للظلم ونضحي بأرواحنا في طريق الحريه الموت لهذا الوضع».
كما احتشد آلاف العمال أمام برلمان النظام رافعين شعارات ضد دمج تأمين الضمان الاجتماعي مع وزارة الصحة.
المغبونون المنهوبة أموالهم هم الآخرون من الشرائح الطافحة كيل صبرهم حيث اعترضوا مرات عدة أمام برلمان النظام.
طلاب كلية تربية المدرس نظموا احتجاجات خلال عدة أيام في تجمعاتهم المستمرة ضد ابتزاز الطلاب من قبل وزارة العلوم.
من الاحتجاجات النشطة في شهر دي كانت التجمعات الغاضبة لأهالي شيراز ضد بث التشويش من قبل ديكتاتورية الملالي على الفضائيات. وهذه التظاهرات اقيمت عدة مرات وأدت الى اشتباكات مع قوى القمع.
كما ان تجمع احتجاجي للمواطنين المحرومين من كل شي وبدون هوية أمام برلمان النظام هو تعبير آخر من الاحتجاج على نقص لأبسط حاجات الحياة والخدمات الاجتماعية.
وأخيرا قام عدد من السجناء السياسيين خلال شهر دي قد حولوا أيام البرد في سجون نظام الملالي بدفء نضالهم الى مركز ملتهب للاحتجاج.
من الواضح جدا أن ما جاء أعلاه لا يعبر عن الوقائع كما هي لأسباب مختلفة.
السبب الأول هو الرقابة والكبت الذي يفرضه النظام خاصة في بث أخبار الحركات الاحتجاجية.
السبب الثاني هو أن النظام يخيف المواطنين ويهددهم بفصلهم عن العمل في حال الاحتجاج أي يبتزهم ويغلق طريق الاحتجاج عليهم.
والسبب الثالث هو أن بعض النشاطات هي أقوى من الاحتجاج وتأخذ طابع الدعوة الى اسقاط النظام لم تدخل في الحركات الاحتجاجية. مثل حملة المناصرة الواسعة التي جرت في شهر دي لقناة الحرية. وحسب شهادة جميع المعنيين كان عدد كبير من المواطنين والشباب قد اشتركوا في حملة مناصرة قناة الحرية وقدموا تبرعات مالية. وفي واقع الأمر يجب القول انه كانت ملحمة صامته ضد الديكتاتورية. كما ان نشاطات دعائية لوحدات جيش التحرير داخل البلد لم تدخل ضمن حركات الاحتجاج وأن أعدادها والتي هي أقوى صرخات ضد الديكتاتورية تصل الى مئات الحالات. كما ان الطوفان الذي خلقه المواطنون في الفضاء المجازي ضد النظام لم يذكر في الاحصائية بينما كانت عاصفة قد أدخلت الرعب في قلب النظام.
وبما أن النظام لا يريد أن يلبي مستحقات المواطنين ولا قادر على حلها بل هو يصر يوميا على ابتزاز أكثر وممارسة الخدع لنهب حقوق العمال والمعلمين والطلاب وتجار السوق وغيرهم من طبقات المجتمع. لذلك هذه الاحتجاجات يتسع نطاقها وتتصاعد. النظام لا يستطيع حل الآزمات وخوفا من تصاعد الاحتجاجات يحاول اخافة وارعاب المجتمع بالاعدامات الوحشية منها 57 حالة اعدام خلال الاسابيع الثلاثة الأخيرة.
ولكن ما ترجم على أرض الواقع هو أن النظام لم يفلح في منع اندلاع الاحتجاجات بحيث اقيمت احتجاجات كبيرة حتى في أبرد أيام السنة.
وفي فيديو لتظاهرة عمال همبكو في مدينة أراك وبينما كان عناصر قوى الأمن اصطفوا أمام العمال بالهراوات والدروع وأرادوا تفريق العمال صرخ أحد العمال اننا لا نخالف من الهراوة و سجن ايفين . اننا جياع ولا نمتلك نقودا لكي نشتري قرص خبز لنأخذه الى البيت. وهؤلاء العمال لم يتلقوا رواتبهم منذ 8 أشهر.
منظمة مجاهدي خلق الايرانية