شهد ملعب «آزادي» لكرة القدم في طهران صدامات بين قوات أمن ومشجعين وصفوا النظام بأنه «صهيوني»، وهتفوا «الموت للديكتاتور»، في إشارة إلى المرشد علي خامنئي.
جاء ذلك بعد صدامات خلال مباراة في كرة القدم بين ناديَي برسبوليس واستقلال خوزستان، نُظمت الخميس في الأهواز جنوب غربي إيران، والتي تقطنها غالبية من العرب، تشكو تهميشاً وممارسات تمييزية من النظام. وتشهد إيران تظاهرات، احتجاجاً على انهيار الريال وتدهور الوضع المعيشي الذي فاقمه فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقوبات جديدة على طهران، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المُبرم عام 2015.
وخاض ناديا استقلال طهران وتراكتور سازي تبريز مباراة في ملعب «آزادي» مساء الجمعة. وهتف آلاف من مشجعي الفريقين بشعارات مناهضة للنظام، بينها «الموت للديكتاتور» و»هم الكيان الصهيوني»، فهاجمتهم قوات أمن، ما أدى إلى جرح بعضهم واعتقال آخرين. وقال مراسل في الملعب إن مشجعي الفريقين كانوا يصرخون على بعضهم بعضاً، ولكن عندما هاجمت قوات الأمن مشجعي تبريز، وهم أذريون، ساندهم مشجعو نادي العاصمة.
في سياق آخر، عرض ترامب التفاوض على «اتفاق أشمل» من الاتفاق النووي مع طهران، واقترح عقد قمة مع نظيره الإيراني حسن روحاني، تكهنّ بعضهم بإمكان التئامها على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر المقبل.
لكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف نفى الأمر، واحتمال لقائه نظيره الأميركي مايك بومبيو، قائلاً: «لن يكون هناك لقاء. في ما يتعلّق باقتراح ترامب، أعلنا نحن والرئيس موقفنا الرسمي. الأميركيون ليسوا صادقين وإدمانهم العقوبات لا يسمح بأي مفاوضات». وفنّد معلومات أفادت بأن الوزير العُماني المكلّف الشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله نقل إلى طهران رسالة من واشنطن، قائلاً: «نقيم علاقات جانبية مع الجيران والأصدقاء، وتبادل الزيارات مع دولة لا يعني متابعة هدف ثالث».
إلى ذلك، دعا خامنئي إلى «إجراء قانوني سريع وعادل»، بعدما شكا رئيس القضاء في ايران صادق لاريجاني من أن الدولة تواجه «حرباً اقتصادية» من أعدائها.
وعلى رغم تحذير ترامب الدول التي تتعامل تجارياً مع طهران، من «عواقب وخيمة»، أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن شركة «سي إن بي سي» الصينية للطاقة استحوذت على حصة شركة «توتال» الفرنسية في حقل بارس الجنوبي الإيراني.
جاء ذلك بعد ساعات على تأكيد الخارجية الصينية أن التعاون التجاري مع طهران «شفاف وعادل وقانوني لا ينتهك قرارات مجلس الأمن ولا يؤذي مصالح أي دولة أخرى»، مشددة على أن «الحوار والمفاوضات هي الطريق لتسوية المشكلة» بين ايران والولايات المتحدة.
وفي خطوة قد تساهم في جذب مستثمرين، أعلن مجلس صيانة الدستور في ايران موافقته على تعديلات قانونية أقرّها مجلس الشورى (البرلمان)، لتطبيق معايير وضعتها «مجموعة العمل المالي» (فاتف)، وهي مجموعة دولية حكومية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، علماً أن أصوليين حذروا من أن ذلك قد يعطّل تمويل تنظيمات موالية لطهران، مثل «حزب الله» اللبناني.
إلى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي إن «الحرس الثوري» الإيراني اختبر صاروخاً قصير المدى مضاداً للسفن في مضيق هرمز، خلال مناورات بحرية نفذها الأسبوع الماضي.
وأعلن «الحرس» أنه قتل 11 عنصراً من «خلية إرهابية مرتبطة بالاستكبار العالمي وأجهزة استخبارات أجنبية»، بعدما دخلوا ايران من العراق لـ «زعزعة الأمن وتنفيذ عمليات تخريب». وأشار إلى «ضبط كميات ضخمة من السلاح والعتاد وأجهزة الاتصالات».
من جهة أخرى حذر عيسى كلانتري، رئيس منظمة حماية البيئة، من أن أزمة شحّ المياه في ايران ستتفاقم، إذ أن «استهلاك المياه يتزايد، على رغم انخفاض معدل سقوط الأمطار». وأضاف: «لن تكون هناك مياه في إيران خلال أقلّ من 50 سنة».
المصدر: طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – جريدة الحياة