قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن الهدنة المعلنة من قبل فصائل شيعية إيرانية بعدم مهاجمة القوات الأمريكية التي ما تزال موجودة في العراق بشرط تقدم الحكومة في بغداد جدولاً زمنياً لسحب هذه القوات؛ تعد رسالة مزدوجة إلى الولايات المتحدة أولا، ثم الحكومة العراقية.
فهذا الإعلان للوقف المشروط لإطلاق النار، يأتي بعد ثلاثة أسابيع من تهديد الولايات المتحدة بإغلاق سفارتها في بغداد وسحب قواتها المتبقية في العراق – 3200 مقارنة بـ5000 قبل بضعة أشهر- إذا لم تتوقف الهجمات على بعثتها الدبلوماسية، وإذا بقيت الحكومة العراقية جامدة في مواجهة زعزعة الاستقرار التي تنسبها فيها التشكيلات شبه العسكرية في فلك طهران.
لكن، قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تظهر إيران موقفًا من الانتظار والترقب على أمل أن يُهزم دونالد ترامب الذي انسحب من الاتفاق النووي الدولي وفرض عقوبات على طهران، أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن، الذي يميل إلى إعادة الاتصال دبلوماسياً مع إيران.
واعتبرت لوفيغارو أن الكرة الآن في ملعب رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، الذي من المرتقب أن يززور باريس الأسبوع المقبل، والذي تعد أولويته الحد من نفوذ المليشيات الشيعية الموالية لإيران. وهي مهمة تؤكد الصحيفة الفرنسية أنها صعبة للغاية لأن رئيس الاستخبارات العراقية السابق ليس لديه حزب سياسي ولا قاعدة برلمانية لدعمه، وإن كان العديد من العراقيين- ولا سيما الشباب الذين يتظاهرون منذ عام ضد فساد قادتهم وسيطرة إيران على العراق- يدعمون رغبته في إصلاح هذا البلد الذي تضرر بشدة من وباء كوفيد -19.
وتابعت لوفيغارو القول إن التهديد الذي تشكله التشكيلات شبه العسكرية العاملة في الفلك الإيراني هو أحد التحديات الرئيسية التي تواجه رئيس الوزراء الكاظمي. وإدراكًا منه أنه لا يستطيع محاربتهم وجهاً لوجه، يحاول رئيس الحكومة العراقية استنزاف مصادر دخلهم، من خلال إعادة سيطرة الدولة على المعابر غير القانونية بين العراق وإيران على وجه الخصوص.
لكن ما مدى استعداد الميليشيات الموالية لإيران لخوض المواجهة مع بغداد؟ تتساءل لوفيغارو. الإجابة على هذا السؤال، تعتمد جزئيا- بحسب الصحيفة- على من سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية والموقف الذي ستتخذه إيران بعد ذلك.
وتقول لوفيغارو إن هناك شيئاً واحداً مؤكدا: بينما أعلن دونالد ترامب عن رغبته في عودة جنوده من أفغانستان بحلول نهاية العام، فإن الميليشيات العراقية مستعدة فقط لمنح فترة راحة، قبل استئناف الضغط على بغداد وواشنطن عاجلاً أم آجلاً، من أجل رحيل القوات الأمريكية.
نقلا عن القدس العربي