قدم نحو 20 صحافيا استقالاتهم خلال الايام القليلة الماضية من صحيفة جمهورييت التركية المعارضة، إحتجاجا على تغيير الإدارة.
واستقال كتّاب الرأي تشيدام توكر ويدن إنغين وأصلي ايدنتاشباش ورسام الكاريكاتور موسى كارت مع 17 صحافيا آخرين بعد تغيير رئيس تحرير الصحيفة مراد صابونجو الجمعة.
وأقال المجلس المنتخب حديثًا في المؤسسة التي تملك صحيفة جمهوريت التركية -وهي أكبر صحيفة يومية مستقلة باقية في البلاد- رئيس المؤسسة واثنين من مدراء التحرير.
وتم إنهاء عمل كل من المدير المسؤول عن الصحيفة فاروق أرام، ومدير التحرير بولنت أوزدوغان، كما يبدو أن سياسة تحريرية جديدة للصحيفة وُضعت مؤخرًا وستكون مغايرة لما كانت عليه سابقًا.
وتم الإعلان عن التغييرات على الصفحة الأولى السبت. وكتب المجلس الجديد في طبعة السبت “جمهوريت ليست صحيفة حكومية ولا حزبية”.
وانتقد المجلس الإدارة السابقة لافتقارها إلى الالتزام بـ”أتاتورك ومبادئه” في سياستها التحريرية، في إشارة إلى مؤسس الجمهورية التركية العلمانية مصطفى كمال أتاتورك.
وكتب رئيس تحرير الصحيفة المنتهية ولايته، مراد سابونغو، في مذكرة الوداع التي نُشرت في النسخة اليومية الورقية “حان وقت الرحيل. التاريخ سوف يكشف عن السبب”.
وقالت صحيفة “زمان” التركية المعارضة إن الإدارة الجديدة لصحيفة جمهوريت بدأت حملة لتصفية المسؤولين السابقين بالصحيفة التي كانت تحسب على المعارضة.
وبدأت إدارة جديدة لصحيفة جمهوريت مهامها، عقب انتخابات مجلس إدارة وقف جمهوريت، الذي تتبع له جريدة جمهوريت، والتي عقدت الجمعة، ووضعت سياسة تحريرية جديدة، باتت واضحة عقب نشر مقال بعنوان “الحكم على دميرتاش أول عقوبة للإرهاب”، في إشارة إلى الحكم الذي صدر بالسجن 8 سنوات لرئيس حزب الشعوب الديمقراطي الكردي السابق صلاح الدين دميرتاش والسجن 4 سنوات لنائبه سري ثريا أوندار، مما أثار موجة كبيرة من الجدل على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
منظمة “مراسلون بلا حدود” صنفت حرية الصحافة في تركيا لعام 2017 في المرتبة 155 من بين 180 دولة
ويشار إلى أنه في 25 أبريل الماضي قضت محكمة تركية في إسطنبول بسجن 14 من موظفي جمهوريت بتهم دعم “الإرهاب” وبرأت ثلاثة في قضية وصفت بأنها “مسيسة” وتمس حرية الصحافة تحت حكم الرئيس رجب طيب أردوغان.
ونشرت نقابة العاملين في الصحافة بيانًا تعليقًا على قرارات الفصل وإنهاء مهام المسؤولين السابقين بالجريدة، قائلة “إن حكومة حزب العدالة والتنمية قيدت أيادي الصحافيين، وهو ما كانت تحاول أن تقوم به منذ فترة طويلة من خلال جريدة جمهوريت؛ حيث حكمت عليهم بالسجن لعشرات السنوات، لقد حاولوا المقاومة بشتى الطرق، وعند اعتقال مسؤولي الجريدة والصحافيين، كان هناك من يملأون أماكنهم في محاولة للتضامن معهم. نحن نقولها بفخر، إن المدير العام فاروق أرام كان أحد هؤلاء”.
وأوضحت النقابة في البيان “إنهم -الإدارة الجديدة- يطبقون الخطة التي وضعت لهم منذ أيام فور حصولهم على تلك المقاعد. من ناحية غيروا الصفحة الأولى للجريدة، ومن ناحية أخرى أنهوا عمل المدير العام والمدير المسؤول عن الجريدة فاورق أرام، ومدير التحرير بالجريدة بولنت أوزدوغان اللذين حملا الجريدة على عاتقهما في أيامها الصعبة”.
من جانبه علق المحلل السياسي التركي صاحب حساب “نبض تركيا” على تويتر قائلا “انتقلت إدارة صحيفة جمهوريت المعارضة إلى المجموعة ‘الأوراسية’ المدعومة من قبل قصر أردوغان وجاء الدور على إعادة تصميم حزب الشعب ‘الجمهوري’ من خلال ‘متين فيزي أوغلو’؛ رئيس اتحاد المحامين! كبّر ثلاثا على روح الصحافة والأحزاب الحرة في تركيا!”. وأضاف “فقد سيطرت عليها مجموعة قريبة من زعيم حزب الوطن الموالي لإيران وروسيا والصين (المعسكر الأوراسي أو منظمة شانغهاي) والذي تحالف مع أردوغان وخرج من السجن بعد أن كان محكوما عليه في قضية أرجنكون/ الدولة العميقة”.
يشار إلى أن هناك تضييقات سياسية تمارس على حرية الصحافة في تركيا منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016، وصنف مؤشر منظمة “مراسلون بلا حدود” حرية الصحافة في تركيا لعام 2017 في المرتبة 155 من بين 180 دولة.
ويوجد 319 صحافيا معتقلا في تركيا، و189 مؤسسة إعلامية مصادرة، منذ محاولة الانقلاب سنة 2016.
وكانت صحيفة جمهوريت المعارضة قد واجهت سلسلة من التهديدات والمطاردات التي تعرض لها صحافيوها في أعقاب محاولة الانقلاب التي تعرضت لها تركيا منتصف يوليو من عام 2016، الأمر الذي تسبب في إغلاق أغلب مكاتب الصحيفة في تركيا، والقبض على عدد كبير من مسؤولي الصحيفة والصحافيين والعاملين بها.
وظهر توعد أردوغان لصحيفة جمهوريت التركية قبل محاولة الانقلاب، ففي عام 2015 ظهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهو يتوعد رئيس تحرير الصحيفة، جان دوندار، عقـب نشره مقـاطـع الفيديـو الخـاصة بعمليات تفتيش شاحنات الأسلحة التابعة للمخابرات التركية التي يقال إنها كانت في طريقها لمقاتلي تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.
المصدر : صحيفة العرب