فسّر محللون والعديد من كتّاب الرأي الأتراك انفجار بيروت الذي وقع الأسبوع المنصرم، بأنّه جزء من مشروع خُطّط له، وليس محض صدفة كما ادّعى البعض، ليلفت آخرون الانتباه إلى التوقيت الزمني للانفجار، مذكّرين بالتصريحات التي أدلى بها زعيم ميليشيا حزب الله حسن نصر الله والتي طالب من خلالها الصين بزيادة استثماراتها في لبنان، التصريحات التي جاءت مباشرة عقب اتفاق صيني-إيراني حول برنامج استثمارات بقيمة 400 مليار دولار.
ورأى البعض بأنّ الانفجار الأخير ليس إلا انعكاسا لصراع محور أمريكا-إسرائيل مع محور الصين-إيران، حيث أكّدوا على أنّ دعم حزب الله والتعزيز من قوته سيعني -بشكل أو بآخر- توسيعا لنفوذ إيران والصين في لبنان، بينما القضاء على حزب الله سيعني سيطرة أمريكا على لبنان.
مع كل ما سبق، هل يولّد انفجار بيروت تحالفا روسيا-فرنسيا؟ هل تسعى روسيا إلى اتفاق مع فرنسا بشأن إنشاء قاعدة بحرية في بيروت؟ كيف من الممكن أن يؤثر التحالف المحتمل بين روسيا وفرنسا على نظام أسد؟ أسئلة وغيرها أجاب عنها الكاتب والإعلامي التركي “عبد الرحمن ديلي باك” في مقالة نشرتها صحيفة يني عقد التركية، عنونها بـ “يوم الحساب الخاص ببيروت”، ذهب فيها إلى أنّ عام 2021 سيكون انطلاقة لما أسماه بـ حرب القيامة.
ووفقا للكاتب فإنّ منتدى دافوس الذي سينعقد بشهر كانون الثاني من عام 2021 سيشهد إعلانا عن إعادة تحديد وتعيين مفهوم العولمة الكبرى، والذي سيتم من خلاله ضغط الزر من أجل إعادة رسم حدود وأنظمة واقتصاد وحقوق وقوانين وجيوش خاصة بالكثير من الدول!ولفت “ديلي باك” إلى أهمية لبنان -الذي يحتوي على تنوع طائفي وعرقي كبيرين- بالنسبة إلى الاستخبارات العالمية، موضحا بأنّ حوثيي اليمن كانوا بمثابة جناح حزب الله في أوروبا، وأنّهم وصلوا إلى اليمن عبر ألمانيا، مذكّرا بأنّ حدود لبنان تم رسمها من قبل الفرنسيين والبريطانيين.
ويرى “ديلي باك” بأنّ منطقة بحر إيجة وشرق البحر المتوسط بالإضافة إلى بغداد ومصر وبلاد الشام برمّتها، ستكون ساحة لما أسماها بـ حرب القيامة، وأنّ لبنان جزء من هذه المنطقة التي ستشهد الحرب، مردفا في الإطار نفسه: “منذ اليوم الأول للانفجار توجه ماكرون إلى لبنان، ونترات الأمونيوم التي تفجّرت يُقال بأنّها لرجل أعمال روسي، ولنتذكر الاتفاق الروسي-الفرنسي في مالي، ومن الممكن الآن -عقب الانفجار- أن تتولّد شراكة جديدة بين الطرفين في لبنان، فلبنان مهم جدا بالنسبة إلى شرق البحر المتوسط، وكذلك بالنسبة إلى مصر-ليبيا وشمال أفريقيا”.
وبحسب الكاتب ففي حال اتفقت روسيا مع فرنسا بشأن إنشاء قاعدة بحرية لها في لبنان، فإنّها ستتولى بنفسها إعادة إعمار مرفأ بيروت، وبذلك ستكون فرنسا قد استحوذت على قاعدة عسكرية لها في المنطقة، وبالتالي تكون قد توجهت من جديد نحو الشرق الأوسط.
وختم “عبد الرحمن ديلي باك” بأنّه وفي حال انتهاء ارتباط روسيا بسوريا عبر طرطوس، فإنّ نظام أسد سيكون بمثابة لقمة سائغة أمام هذا التحالف الجديد “الروسي-الفرنسي”، وبذلك توسّع إسرائيل من حدودها باتجاه لبنان والبقاع”.
نقلا عن اورينت نت