شن تنظيم الدولة “داعش” سلسلة من الهجمات المعقدة مؤخراً في كل من سوريا والعراق، مما يشير إلى أن التنظيم يعاود الظهور كتهديد خطير بعد ثلاث سنوات من طرده.
إنّ الهجوم على السجن هو أحدث دليل على عودة تنظيم الدولة “داعش”، بهجوم جريء على سجن سوري يضمّ الآلاف من معتقلي تنظيم الدولة، بالإضافة إلى سلسلة ضربات ضد القوات العسكرية في العراق المجاور وانتشار مقطع فيديو يُظهر ذبح ضابط شرطة عراقي مخطوف منذ عدّة أسابيع، وفق تقرير “نيويورك تايمز” الذي ترجمه المركز الصحفي السوري عنه اليوم بتصرّف.
رجّحت الصحيفة أنّ الدّلائل تتزايد على عودة ظهور تنظيم الدولة في كلّ من سوريا والعراق يوماً بعد يوم، بعد ثلاث سنوات من خسارة التنظيم موطئ قدمهم الأخير، الذي امتد ذات يوم عبر أجزاء شاسعة من البلدين.
تضمن التقرير تصريحاً لمدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز ستيمسون، وهو معهد أبحاث بواشنطن “كاوا حسن” أشار فيه إلى أنّ ظهور التنظيم هو دعوة للاستيقاظ للاعبين الإقليميين، أنّ “داعش” لم ينته بعد، وأنّ القتال لم ينته، مضيفاً أنّ هذا الظهر يشير إلى قدرة “داعش” على الصمود للرد في الزمان والمكان الذي يختارونه”.
وكان قد هاجم مقاتلو التنظيم سجناً في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا في محاولة لإطلاق سراح ثلاثة آلاف وخمسمائة سجين من عناصر “داعش” المحتجزين هناك، وأخذوا مجموعة من الأشخاص المحتجزين كرهائن لاستخدامهم كدروع بشرية، مما دفع الجيش الأمريكي إلى القتال في أكبر مواجهة مع عناصر “داعش” منذ ثلاث سنوات.
وربطت الصحيفة بين الأحداث في سوريا والعراق، ففي نفس الوقت الذي بدأ فيه الهجوم على سجن الصناعة في سوريا، اقتحم مقاتلو التنظيم موقعاً للجيش العراقي في محافظة ديالى، وقتلوا 10 جنود بينهم ضابطاً في الهجوم الأكثر دموية منذ عدة سنوات على قاعدة عسكرية عراقية.
نوه المقال أيضاً إلى سيطرة مقاتلي “داعش” على قرية من أيدي النظام السوري، بحسب قوات سوريا الديمقراطية التي أكّدت أنّ تنظيم الدولة استولى على قرية الرصافة، التي تبعد حوالي 30 ميلاً من مدينة الرقة.
وكان قد اختطف التنظيم أربعة صيادين عراقيين في منطقة جبلية شمال شرق العراق، بينهم عقيد في الشرطة، في كانون الأول/ديسمبر الفائت، حيث نشر عناصر التنظيم مقطعاً مروعاً لعملية الاقتصاص من ضابط الشرطة.
يذكر أنّ هجمات خلايا التنظيم في العراق، ابرزت نقص التنسيق بين القوات الحكومية العراقية وقوات البشمركة الكردية الخاضعة لحكومة إقليم كردستان العراق، حيث وقعت العديد من الهجمات في منطقة متنازع عليها تطالب بها كل من الحكومة الكردية العراقية والحكومة المركزية.
من جهته قال مدير المعهد الأمريكي لمكافحة الإرهاب والاستهداف والقدرة على الصمود “Ardian Shajkovci” إن العديد من مقاتلي داعش الذين اعتقلوا في هجمات منذ أن فقد التنظيم آخر أراضيه قبل ثلاث سنوات كانوا أصغر سناً وينحدرون من عائلات لديها أعضاء أكبر سناً لهم صلات بداعش.
وأضاف قائلاً: “إذا كان الأمر كذلك، فهذا جيل جديد من مجندي داعش، يغير حسابات التفاضل والتكامل والتهديدات بعدة طرق”.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” إن التحالف تحرك بمركبات برادلي القتالية المدرعة لدعم قوات سوريا الديمقراطية، في إشارة لأول مرة إلى مشاركة القوات البرية الأمريكية في القتال.
وقال المتحدث باسم البنتاغون “جون برينان” إنّ مركبات برادلي كانت تستخدم كحواجز بينما أحكمت قوات سوريا الديمقراطية تطويقها حول السجن.
وفي ذات السياق، أرسلت الولايات المتحدة طائرات هليكوبتر هجومية وشنت غارات جوية على السجن لمساعدة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على إعادة تأكيد سيطرتها على السجن.
رابط المقال الأصلي https://www.nytimes.com/live/2022/01/25/world/syria-news-isis-us
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع