أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن احتمال اتساع نطاق الحرب خيَّم على ساحات القتال التي تتسم بفوضى تتفاقم يوما بعد يوم في شمال سوريا، بينما تسارعت وتيرة الاشتباكات بين حلفاء أميركا بعضهم ضد بعض، وازدادت التوترات بين قوتين كبيرتين هما روسيا وتركيا.
ولم يحدث أن بلغ التوتر هذا الحد بين الطرفين لدرجة دفعت المعارضين السوريين لاتهام الأكراد بالانتهازية بعد أن شنوا عليهم هجمات بالتعاون مع روسيا والحكومة السورية اللتين تسعيان للسيطرة على المناطق المحاذية للحدود مع تركيا.
وقالت الصحيفة أن تلك الاشتباكات تذكي أوار توترات متصاعدة تنذر بالخطر، لا سيما بين تركيا وروسيا، اللتين حرضتا فصيلين معارضين مدعومين من الولايات المتحدة أحدهما ضد الآخر، مع إن الأكراد والعديد من مجموعات المعارضة في حلب يتلقون دعماً أميركياً.
مواطنون يقفون فوق أنقاض مستشفى دُمر في القصف أمس في إدلب بشمال سوريا (الأوروبية) |
وكالعادة، فإن من تتقطع بهم السبل في الحروب هم مدنيون، وليس أدل على ذلك من تعرض أربعة مستشفيات للقصف في يوم واحد، حيث اتهم المعارضون السوريون -المدعومون من تركيا- روسيا باستهدافها لطردهم من تلك المنطقة، واثنان من تلك المستشفيات -أحدهما مستشفى للأطفال والآخر للتوليد- تحظيان بدعم من منظمة اليونيسيف.
وتقول منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان إن 697 من العاملين في مجال الرعاية الصحية قضوا خلال 336 هجوماً على مواقع طبية، مشيرة إلى أن الأغلبية العظمى من تلك الهجمات شنتها قوات الحكومة السورية وحلفاؤها.
وأثار تقدم الأكراد مخاوف الأتراك بحجة أن هؤلاء يريدون توحيد جيبين كرديين في شمال سوريا تفصل بينهما حالياً رقعة صغيرة من الأرض تتحكم فيها المعارضة السورية وأخرى أكبر مساحة تخضع لسيطرةتنظيم الدولة الإسلامية.
وتتوجس تركيا على وجه الخصوص من أن يثير إنشاء دولة كردية على أرض الواقع في خضم الفوضى التي تضرب شمال سوريا والعراق، الانفصاليين الأكراد في الجنوب، مما حدا برئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى إعلان أن بلاده لن تسمح بتوحيد الجيبين الكرديين.