“السيسي ناخبا للمرة الأولى”، حول هذا العنوان تجمعت مانشيتات الصحف القومية والخاصة في أعدادها الصادرة اليوم، وذلك لإيهام الرأي العام المصري والعالمي بمشاركة المصريين وحرصهم على الوجود في طوابير الانتخابات، مثلما حدث في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.
واستعرضت الصحف انتخابات المصريين بالخارج، ووصفوها بأنها منقطعة النظير؛ بل قاموا بوضع صور توضح كثافة المصوتين، في حين أكدت معظم الجاليات المصرية بالدول العربية والأجنبية، مقاطعة الانتخابات البرلمانية، واصفين إياها بأنها مسرحية هزلية تأتي على جثث شهداء ثورة يناير، وذلك من خلال عودة رفقاء مبارك.
وحاول النظام الحاكم، تشويه صورة المقاطعين للانتخابات البرلمانية، عبر الأبواق الإعلامية التابعة له سواء من خلال الصحف أو القنوات الفضائية، بل تحدث لاعبو كرة عن المقاطعين، من بينهم لاعب سابق وصف المقاطعين بالخونة وانهال عليهم بالسباب.
“السيسي ناخبا لأول مرة”
ذكرت صحيفة “المصري اليوم” المقربة من النظام، أن عبد الفتاح السيسي سوف يدلي بصوته، في الانتخابات البرلمانية، وتعد مشاركة السيسي بالانتخابات أول عملية اقتراع يشارك فيها منذ توليه سدة الحكم بعد عزل الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي، مضيفة أنها أول انتخابات برلمانية يشارك فيها في حياته، إذ يمنع القانون المصري ضباط القوات المسلحة بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.
محاولة تجميل قبح النظام
بدورها هللت صحيفة “الأخبار” القومية، التي يرأسها رفيق السيسي منذ أن كان برتبة مقدم في القوات المسلحة، وعُرِف عنه ولاؤه لصديقه، بمشاركة الناخبين في الخارج، الأمر الذي وصفه محللون بأن الإعلام المصري يحاول تجميل قبح النظام من خلال فبركة مشاهد الانتخابات.
وكانت المرحلة الأولى من الانتخابات قد شهدت حالة عزوف كبيرة من فئة الشباب، ويتخوف النظام من استمرار هذه الحالة وتكرار المشهد الماضي بحضور النساء وكبار السن.
الخيانة العظمى
ومن جهة أخرى، تقدم الدكتور سمير صبري المحامي، ببلاغ لنيابة أمن الدولة العليا ضد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية، يتهمه فيه بالخيانة العظمى؛ وذلك على إثر ما صرح به “أبو الفتوح” بأن البلد تدار بشكل خاطئ ولا بد من انتخابات رئاسية مبكرة، حيث قال – متهما الرئيس السيسي – بصناعة جمهورية الخوف، داعيا لانتخابات رئاسية مبكرة من أجل مصلحة مصر.
وأكد صبري بحسب “صحيفة الوطن” أن كل ما ردده وصرح به عبد المنعم أبو الفتوح يشكل أركان جريمة الخيانة العظمى والاستقواء بالخارج.
من جانبه، علق أحمد إمام – المتحدث باسم حزب مصر القوية – على هذا البلاغ؛ بأن الحزب لا يلتفت لهذا النوع من الدعاوى التي يرفعها مجموعة من الناس طالبي الشهرة، وإن هذه ليست المرة الأولى التي يطالب فيها الدكتور أبو الفتوح بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فقد سبق له أنه طالب بها منذ حوالي 5 أشهر.
55 كيلو مترا تحقق حلم مصر النووي
استمرت الصحف المصرية في العزف على نغمة الحلم النووي المصري، وما سوف يحققه من تقدم للبلاد بالمنطقة في مجالات تكنولوجيا المفاعلات النووية من نوع الجيل الثالث لأول مرة في الشرق الأوسط.
وذكرت صحيفة الأخبار في مانشيت رئيس، بعنوان “55 كيلو مترا تحقق حلم مصر النووي”، بداية العمل الذي بدأ موقع الضبعة لتنفيذ واحد من المشروعات القومية العملاقة على حد واصفها.
وقالت الصحيفة إن أهالي الضبعة مازالوا يعيشون الفرحة والابتهاج، بعد توقيع قرار إنشاء المحطة النووية بعد أن أصبح الحلم حقيقة، وبَدْء دخول مصر عصر التقدم التكنولوجي.
حالنا يصعب على الكافر
ونختتم جولتنا في الصحافة المصرية بمقال للكاتب المصري محمد سعد عبد الحفيظ، في صحيفة “الشروق”، تحت عنوان “حالنا يصعب على الكافر”، الذى تحدث فيه عن التضييق على حرية الصحافة والمجال السياسي فى مصر، الذى أصبح فيه الصحافيون يترحمون على عصر مبارك.
وتابع قائلا: “إن رئيس تحريرك يمارس عليك رقابة فيما تكتب وما تختار من عناوين للموضوعات الصحفية، وأنت تمارس على نفسك نوعا آخر من الرقابة الذاتية، وتمارسها بالتبعية على من يعملون معك من محررين”.
وأكد الكاتب أنه لا يرى أي شعاع نور في نهاية النفق، الظلام يشتد، فالسقف خانق، ولقمة العيش مهددة، وحالنا يصعب على الكافر.
المصدر: العرب