يواصل النظام السوري هجومه وقصفه بريفي إدلب وحلب محرزا بعض التقدم على الأرض بالرغم من تصدي المعارضة وإسقاطها مروحية للنظام، وكذلك مطالبة دول أوروبية في مجلس الأمن النظام بإنهاء الهجوم فورا، مع تزايد معاناة اللاجئين وسط الثلوج.
وأفاد مراسل الجزيرة أن قوات النظام مدعومة بغطاء جوي روسي سيطرت على مناطق جديدة في ريف حلب الغربي، حيث تحاول استكمال تطويق الطريق الدولية التي تصل دمشق بحلب، ومع سيطرتها على الفوج 46 قرب الأتارب بات الريف الشمالي لإدلب في دائرة التهديد.
في المقابل، أكدت المعارضة أنها شنت هجوما معاكسا على قوات النظام وقتلت عدداً من أفرادها، كما قال أحد مقاتلي المعارضة لمراسل الجزيرة إن العشرات من جنود النظام يُقتلون مع كل محاولة تقدم ولكن القصف الروسي يجبر المعارضة على التراجع.
وأعلن الجيش الوطني السوري التابع للمعارضة مساء أمس الجمعة إسقاطه مروحية للنظام في ريف حلب الغربي، مما أدى إلى مقتل طاقمها، وهو ما أكده إعلام النظام أيضا، ليتأكد بذلك إسقاط المروحية الثانية خلال أسبوع.
وأفاد مراسل الجزيرة أن النظام قصف بالمدفعية الثقيلة مخيمات سرمدا على الحدود مع تركيا بريف إدلب، في حين تزداد معاناة اللاجئين تفاقما بالمخيمات، مع استمرار المنخفض الجوي الذي يجتاح سوريا منذ أيام، حيث وصلت الحرارة إلى ما دون درجة التجمد وسط عجز المنظمات الإغاثية عن تقديم مواد التدفئة.
تركيا
من جهة أخرى، نفت موسكو صحة إعلان تركيا قتل 63 من قوات النظام داخل إدلب ووصفته بغير المسؤول، وقالت إن من شأنه التسبب في تصعيد الوضع واتخاذ قرارات متسرعة.
ونقل مراسل الجزيرة بأنقرة عن مصادر عسكرية قولها إن تدفق الأرتال العسكرية ما زال متواصلا، وهي تتألف من دبابات وراجمات صواريخ ومدفعية وعربات مصفحة تُقل قوات خاصة، وتهدف لتعزيز نقاط عسكرية على الحدود والمواقع والنقاط المنتشرة في إدلب.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي رفيع قوله -عقب مباحثات أجراها في تركيا- إن أنقرة تدافع عن مصالحها في إدلب بطريقة ملائمة، وإن الولايات المتحدة تؤيدها في ذلك.
وأضاف هذا المسؤول أن ما يحدث في سوريا وليبيا يكشف أن المصالح التركية الروسية لا تتلاقى، وأعرب عن رغبته في أن “يفهم الأتراك الرسالة من ذلك” كما اعتبر أن دور روسيا “المدمر” أثّر على تركيا لكنه لم يسفر عن تغيير في ما يخص نشرها منظومة صواريخ إس-400 الروسية.
مجلس الأمن
وبعد جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن، طالب ممثلو الاتحاد الأوروبي الأطراف في سوريا، وخصوصا النظام وحلفاءه، بإنهاء هجومهم العسكري في شمال غرب البلاد فورا، والالتزام بوقف إطلاق النار.
وفي بيان تلاه مندوب إستونيا لدى الأمم المتحدة سفين يورغنسن، قال “إن الضربات المتعمدة ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية مثل المرافق الطبية أو المدارس هي أعمال شنيعة وتشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والمبادئ الأساسية للإنسانية. يجب محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات”.
وأضاف أنه لا يزال ملايين المدنيين محاصرين بالمنطقة، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، ويواجهون ظروف الشتاء القاسية دون أن يتمكنوا من تغطية الاحتياجات الأساسية، وتابع “الأمم المتحدة تعتبر هذا الوضع الإنساني المأساوي في إدلب واحدا من أكبر الكوارث الإنسانية منذ بداية الصراع السوري”.
وانعقدت الجلسة بطلب من إستونيا وبلجيكا وألمانيا وفرنسا، كما انضمت إليها بولندا ووقعت على إعلان بعنوان “الحل العسكري الدائم متعذر في ما يتعلق بالنزاع السوري”.
وأشار دبلوماسيون إلى أن هذه الدول لم تحاول استصدار إعلان مشترك لمجلس الأمن لعلمها بأن روسيا ستعارض ذلك.
وخلال مؤتمر صحفي، قال ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمي باسم الأمين للأمم المتحدة أمس إن عمليات النظام السوري العدائية مستمرة على معظم أرجاء إدلب وحلب، موضحا أن عدد النازحين بلغ أكثر من 830 ألف شخص منذ بداية ديسمبر/كانون الأول، من بينهم 143 نازحا خلال ثلاثة أيام فقط.
وأضاف دوجاريك أنه اعتبارا من الثلاثاء اضطرت حوالي 72 منشأة صحية (تتعامل مع 106 ألف حالة بالعيادات الخارجية شهريا) إلى تعليق عملياتها في المناطق المتأثرة في إدلب وحلب بسبب انعدام الأمن.
نقلا عن: الجزيرة