ظروف الحرب في سوريا تركت تأثيرات سلبية كبيرة في تفريق الأصدقاء وحتى أفراد العائلة الواحدة، في كل بيت سوري تجد اليوم شخصاً غيبته الظروف إما في دول المهجر أو في سوريا نفسها، ولا يخلو الأمر من شخص غيبته ظروف الحرب إما شهيداً أو معتقلاً في زنازين النظام.
“كنا منذ الصباح وحتى ساعات الليل المتأخرة نقضي وقتنا معاً، في المدرسة وحتى ما بعدها من دراسة ولعب وسهر وعمل مشترك نمضي اليوم أغلبه مع بعضنا البعض فنحن رفاق المدرسة والحارة الواحدة، وكنا نجلس معاً أكثر مما نجالس أهلنا” بتلك الكلمات والحنين الغالب على ملامح وجهه يحكي أحمد ابن بلدة كفرسجنة بالريف الجنوبي لإدلب كيف فرقت الحرب بينه وبين رفاقه وأصدقاء عمره.
يقول أحمد وهو اليوم أحد سكان مخيمات أطمة في الشمال السوري “فجأةً ضاعت تلك الصداقة التي كانت تربطنا، أو بالأحرى أصبح الوقت الذي نمضيه سوية نادراً جداً ولم نعد نلتقي إلا كل سنة أو سنتين مرة، وغالباً ما ينقص اللقاء عدداً من الأصدقاء”
يعيش أحمد في سوريا هو الوحيد الذي لا يزال هناك بعد نزوحه مع عائلته من قريتهم، بينما البقية أصبحوا في دول متعددة ويقول “أنا في سوريا، وباقي الأصدقاء موزعون بين تركيا ولبنان وألمانيا ومصر وغيرها، وهذا الشيء اعتدنا عليه فهو حال السوريين جميعهم اليوم”
“أصبح لكل شخص منا حياته الخاصة فمثلاً كان الواحد منا إذا خطط لزيارة مكان ما أو حضور دورة تدريبة أو غيرها يجب أن نكون جميعنا معاً، لكن اليوم تجد أن الحرب فرقتنا وتركتنا بعيدين عن بعضنا البعض”
منذ بدء قوات النظام حملتها العسكرية على سوريا اختار الكثيرون الخروج منها والهجرة بحثاً عن واقع أفضل، وكانت حينها الهجرة ميسرةً نوعاً ما، وعليه اختار “علي” أن يهاجر إلى لبنان فكان أول فرد من أصدقاء أحمد يهاجر، تبعه “خالد” إلى ألمانيا ومن ثم “أحمد” و “محمد” و “عمر” إلى تركيا.
وحول موضوع لقائهم وحديثهم يقول أحمد “أصبحنا نتواصل ونجتمع فقط على مكالمات الفيديو الجماعية لدقائق وتكون في الشهر مرة، ومع رواج الألعاب الإلكترونية أصبحنا نلعب معاً بشكل شبه يومي، وجدنا فيها راحة وألفة واستعدنا ذكرياتنا”
إبراهيم الخطيب/قصة خبرية
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع